جميعنا لا ينسى البطل الشهيد الإنسان (الباكستاني/ فرمان) الذي دفع حياته ثمناً من أجل حياة الآخرين دون أن «يسأل عن جنسياتهم و يطلب هوياتهم» قبل إنقاذهم من الموت في سيول جده التي كانت بسبب فساد بعض المحسوبين على أبناء هذا الوطن الشرفاء ! فرمان قد أنقذ الناس بكل شجاعة وبطولة و إنسانية وسجل وحفر اسمه بماء الذهب في ذاكرتنا و مملكتنا .. و (باكستاني آخر) تعرض لحادث وصارع الموت بالقرب من مستشفى النور بمكة الذين رفضوا إسعافه وإنقاذه وعلاجه إلى أن فارق الحياة. أليست (مفارقة عجيبه/ غريبه) تحدث في مملكة الإنسانية وما جزاء الإحسان إلا الإحسان !!. والأمر المؤلم كذلك أنهم لم يكتفوا برفض إسعافه،بل رفضت أيضاً إدارة المستشفى طلب المتواجدين في الموقع لسيارة إسعاف لتنقل المصاب؛ بحجة أن سيارات الإسعاف المتواجدة لديها لا يوجد لديها مسعفون في الفترة الحالية. بعدها كما جرت العادة تم الإتصال بالهلال الأحمر الذي-دائماً- ما يصل و يحضر متأخراً إلى قلب الحدث، ليجد أن المصاب قد استغنى عن خدماته لأنه قد «سلم الروح إلى بارئها» في منظر مؤلم تبرأت منه جميع القيم الإنسانية لمحاولة إسعاف روح إنسان صارع الحياة والموت أمام مشفى أغلق جميع الأبواب أمامه،حتى لفظ أنفاسه الأخيرة إلى رحمة الله. هل للأرواح في مجتمعنا هوية وجنسية يستحق الحياة مقابلها فقط أبناء البلاد، وغيرهم لا يهُم إن عاشوا أو حتى ماتوا أمام أعيننا؟! والله إن ما حدث لهو خطأ جسيم ولا يفترض أن يحدث ويتكرر في بلاد تشهد بلا إله إلا الله وترفع دائماً شعار الإنسانية. فدائماً في الحالات الطارئة دقائق معدودة ومحدودة تفصل بين الحياة والموت ,والتأخير في إسعاف أي مصاب قد يكون حداً ونهاية لحياته كما حدث لهذا المسكين , فمتى ينتهي «كابوس» رفض المستشفيات لإسعاف الحالات الطارئه، بغض النظر عن الهوية والجنسية، ومعاملة البشر فقط بإنسانيتهم بغض النظر عن جنسيتهم ولونهم وعرقهم , فالإنسانية ليست ملكية خاصة للسعوديين فقط ! أين الرجل الأول المسؤول (وزير الصحة) عن ماحدث ويحدث والذي قد يحدث مستقبلاً،إن لم يكن هناك رادع؟. فما حدث غير مقبول يامعالي الوزير، والله عيب في حقنا كبشر وكسعوديين ومسلمين! فأرواح البشر غاليه، والتسيب والإهمال وموت ضمائر بعض المحسوبين على إدارة المستشفيات يعود على سمعة هذا الوطن وأطبائه وأبنائه كذلك. رحم الله هذا الرجل المسكين رحمة واسعة. rzamka@ [email protected]