إنّ ما جرى قبل أيام على مداخل مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة من محاولات الاقتحام من قبل فئة تعودت الاعتراض على كل أنشطة تجري في المجتمع بادعاء أنهم محتسبون،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له صفة وشروط لا يعرفها هؤلاء الفوضيين، الذين ما أن يلمحوا أي ناشط ثقافي أو علمي أو اجتماعي تقره الدولة، ويرغب فيه الناس، ولايمنعه شرع ولا عقل،فيزعمون أنه منكر،ويعارضونه بشدة، ويتظاهرون في موقعه، قصد ألا يجرى نشاط سوى مايرغبون فيه، بل يقومون هم به، ولو كان مايقدمون للناس أسوأ بضاعة تعرض في ساحة الفكر،وقد جربنا هذا اللون من التعطيل لكل نشاط يجري في ساحة هذا المجتمع، ورأينا من هؤلاء وأكثرهم وللأسف من الشباب الذين لم يحصلوا من العلم الشرعي إلا قشور لا تؤهلهم للمهمة التي يدعون أنهم يقومون بها، يتتبعون كل نشاط ثقافي أو علمي أو اجتماعي، وكل محاضرة تلقى،أو مسرحية تعرض، فيحشد بعضهم بعضاً علهم يستطيعون إلغاء مثل هذه الأنشطة،حتى يظهر لهم أثر في حياة هذا المجتمع المبتلى بأمثالهم، رأيناهم يحتشدون في النوادي الأدبية يعترضون على هذه المحاضرة أو تلك، ورأيناهم في الحفلات العامة يعترضون على اقامتها، ورأيناهم في نشاط الكليات والجامعات لهم وجود، مما يعني أن هذا الأمر لابد من مواجهته بحزم وعزم، فالدولة اختارت أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهازاً، أوكلت إليه هذه المهمة، فلا يبقى مع هذا المتطوع وظيفة، وحفاظاً على أمن المجتمع واستقراره وسلامة العلاقات بين أفراده ألا يقوم بالمهمة إلا من أسندت إليه، ونقد هذا الجهاز إذا أخطأ أفراده واجب ،إذا كان الناقد نزيهاً ،وما يوجهه إليه من نقد منضبط بآداب الحوار والمعلومة الصحيحة، فليس للعاملين فيه عصمة، ولكن أن نجد كل يوم متطفلاً يدعي أنه محتسب، يريد أن يجبر المجتمع على اتباع رأيه ،ولو نشر الفوضى في جنباته فهو أمر مرفوض تماماً، وعلينا أن نحاسب الفوضوي على ما يفعل حتى تستقيم الأمور، فتركها في أعنتها مجلبة لفتن نسعى دوماً لإخمادها، فهل نفعل هو مانرجو والله ولي التوفيق. ص.ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043 [email protected]