لانزال في مجال الصحافة لا نعترف بالدور الذي يجب ان تمارسه في الرقابة على اجهزة التنفيذ في الدولة،وأن تقيم الاعمال الكبرى التي تنفذ عبر البلاد، سواء أكانت مادية أم معنوية،وأن يكون دورها بارزاً في إرساء قيم الحوار وآدابه، وأن توعي أفراد المجتمع بحقوقه وما يقع على عواتقهم من واجبات،فهي إن لم تمارس هذا الدور بفعالية،تصبح بلاجدوى، ولئن كان لدينا اليوم قصور في العمل الصحفي الذي يكشف مواطن الخلل والقصور وينبه عليها عن طريق التحقيقات الصحفية ، وعن طريق الكتابة الصحفية المعتمدة على معلومات صحيحة،وهي التي الوصول إليها اليوم صعب للغاية،فإن تناول الشخصيات العامة المؤثرة في المجتمع بما يكشف للناس النجاح الذي وصلت إليه حين قيامها بمهامها، والتي هي في الأصل خدمة للمجتمع، أو إهمالها لتلك المهام المنوطة بها وما يترتب على ذلك من اضرار فادحة، فإنه من أهم ما تقوم به الصحافة عبر العالم ، والكتابة عن تلك الشخصيات بما يؤيد نشاطها إذا كان مثمراً،أو يكشف عن قصوره إذا كان غير مثمر،مادامت الصحافة لاتنتقص أحداً من هذه الشخصيات،أو تثني عليه بما لم يقم به،بل تذكر عنهم الوقائع الحقيقية فقط ،امر في صالح المجتمع حيث يوفر له النخبة العاملة الفاعلة من أبناء الوطن دون تحيز أو تمييز، ولكنه في صحافتنا مفقود إلى الدرجة التي لانرى إلا ثناء مجانيا لاتذكر أسبابه أو دواعيه،مما يندرج تحت النفاق الاجتماعي الممجوج،أو الذم الذي يساعد عليه صمت متعمد أحياناً ،وإذا سألت عن دوافعه قد لا تجد إلا ظلماً وقع عليه لايجرأ أحد على إنكاره، وبالتالي تضيع الحقوق، وتصبح الواجبات أمراً مفرطاً فيه، لأن هذه الشخصيات لاتحاسب إذا أخطأت، ولا تعاقب إذا أفرطت في اهمال ما انيط بها من مسؤوليات ،ثم نتج عنه فادح الاضرار، ولايثني عليها بما هي له أهل إذا أجادت عملها وقامت به على أفضل صورة،وكم صرف عن المناصب من اشخاص بقاؤهم فيها خدمة لها، وكم جاء إلى المناصب من اشخاص وبقوا فيها يسيئون إليها ولايخدمونها، ذلك أن الصحافة لا تقوم بهذا الدور المهم بالتعريف بهم ومما يقومون به من مهام، وهل أدوها بإخلاص واتقان أم أهملوها فعم ضرر اهمالهم لها المجتمع كله، ولو اتيح للصحافة أن تقوم بهذا الدور لرأينا التنافس بين هذه الشخصيات على اشده لخدمة هذا المجتمع، والقيام بما انيط بهم من مسؤوليات خير قيام ،فهل نطمح إلى مستقبل لصحافتنا تقوم فيه بدروها في جميع المجالات لايقيدها إلا نظامها الصادر من مجلس الوزراء نظام الرقابة على المطبوعات، فذاك ما نرجو والله ولي التوفيق. ص.ب 35485 جدة 21488 فاكس: 6407043 [email protected]