أقيمت صلاة الاستسقاء أمس في جميع مدن المملكة ومحافظاتها ومراكزها، اتباعا لسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام عند الجدب وتأخر نزول المطر، أملا في طلب المزيد من الجواد الكريم أن ينعم بفضله وإحسانه بالغيث على أنحاء البلاد. كما أقيمت الصلاة في الجامعات ومدارس البنين بمختلف مناطق المملكة. ففي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة أدى المصلون صلاة الاستسقاء في المسجد الحرام يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، وفي المسجد النبوي يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة. وفي الرياض أدت جموع المصلين صلاة الاستسقاء في جامع الإمام تركي بن عبدالله يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض. وأم المصلين سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الذي أوصى في خطبته المصلين بتقوى الله سبحانه وتعالى حق التقوى، مؤكدا أن الدين الإسلامي جاء لجمع القلوب ولتوحيد الصفوف ووحدة الكلمة وأن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. وحث الجميع على نبذ الضغينة والحسد، والإكثار من الاستغفار والتوبة والتضرع إليه سبحانه بالدعاء بأن يغيث البلاد والعباد، فيما حذر من معوقات الدعاء، ومنها أكل الربا وشرب الخمر والمعاملات المحرمة وتعاطي المسكرات والمخدرات، ومن كذب المسلم على أخيه المسلم والافتراء عليه. وأم المصلين في الحرم المكي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب، الذي أكد أن الأمة اليوم بحاجة ماسة إلى عودة صادقة إلى ربها خصوصا في جانب العقيدة والتوحيد والاستسلام لله رب العالمين، حاثا على عدم الانشغال باللهو والغفلة، مبينا أن الله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وتساءل فضيلته كيف نرجو القطر من السماء ونحن على ذنوبنا مصرون؟، إنه لا يرضي الله أن تمتلئ الأعين والآذان بالربا والأسماع والأبصار بدعوات الفحش والبلاء وأن ينتشر التبرج والاختلاط المحرم وأن تعلو الأصوات به والداعين إليه وأن تطغى الفضائيات والاتصالات بالرذائل على الفضائل. وقال «إن التوبة والاستغفار أمان من العذاب، والاستغفار مجلبة للرحمة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أعظم دافع للنقم، وإننا مطالبون بوقفة تجاه الذين يتطاولون على جناب الله عز وجل والذين يحادون الله في أمره ونهيه وحكمه وشرعه والذين أعجبتهم آراؤهم وأفكارهم فنصبوا عقولهم للحق ميزانا وجعلوا أهواءهم للشرع تبيانا، وإذا كان السكوت على المنكر منكرا فكيف بالداعي إلى المنكر، إن إسكاتهم من أوجب الواجبات». وفي المدينةالمنورة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالمحسن القاسم المسلمين بتقوى الله عز وجل حق التقوى والتوبة إليه وإخلاص العبادة له وتوحيده. وأكد أن الله لا يظلم العباد شيئا، فلا يمنع عنهم نزول النعمة أو يرفع عنهم عافية إلا بسبب ذنوبهم، مشيرا إلى أن العباد كلهم لا غنى لهم عن ربهم عز وجل. ودعا فضيلته المسلمين للرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والتوبة وكثرة الاستغفار والإنابة إليه إماما الحرمين : كيف نرجو القطر من السماء ونحن على ذنوبنا مصرون