يبدو أن المواطن ليس وحده قد سئم المركزية الشديدة في نظام الوزارات لدينا فقد انضم أمير منطقة نجران صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله إلى ركب من أنهكهم طرق أبواب الوزارات في الرياض لحل مشاكل تبعد أكثر من 1000 كيلو عن مركز القرار.إن المركزية التي تدار بها الوزارات الآن هي طريقة قديمة ربما كانت الطريقة المثلى حينما أسست المملكة لشح الكوادر القادرة على التخطيط والمتابعة والتنفيذ من جهة ولصغر حجم المشاريع المنفذة حينها. ولكن وفي هذا الزمن وفي ظل التطورات التي نعيشها والمشاريع الانتقالية التي تتفجر في كل منطقة من مناطق المملكة من المنطقي جدا ان تعطى الإمارة الاستقلالية الكاملة في إدارة ميزانية المنطقة وتوزيع الصرف على حسب الاحتياج والإلحاح بدون تدخل الوزارات إلا بدور إشرافي واستشاري. فلا احد اعلم باحتياجات المناطق أكثر من إماراتها, ولا احد أحرص على تنفيذ مشاريعها اكثر من أبنائها ولا ألوم الأمير الشاب عندما ضاق ذرعا بالمقاولين المتلاعبين في مشاريع منطقته وهم يستغلون ثغرة المركزية في المتابعة. كل ما نتمناه الآن ان نرى المناطق تأخذ دورا أكبر في صناعة قراراتها المحلية وتنفيذ مشاريعها الخدمية وتخطيط مستقبلها عوضا عن ضياع أحلام البشر بين الصادر والوارد واللجان الوزارية حتى وصل تعداد موظفي بعض الوزارات أكثر من بعض مناطق المملكة. msarrar@twitter