بالأمس طالعتنا وسائل الإعلام بخبر يجده البعض أقرب للنكتة والطرافة وأجده أنا بوابة جديدة لابتزاز المشاعر الانسانية والجيوب وحتى الراي العام. مفاد الخبر هو عزم اسرائيل مطالبة الكثير من الدول الاسلامية والعربية بما فيها السعودية بتعويضات مالية تصل الى مئة مليار دولار تزعم أنها تعويضات عن إنتهاكات تعرض لها اليهود من العرب والمسلمين على مر التاريخ بما فيها طردهم من جزيرة العرب ومصادرة ممتلكاتهم في عصر الخلفاء الراشدين والعصور التي تلتها حسب زعمهم . وللأمانة التاريخية فاليهود أمام االأموال لا يمزحون ولايكذبون بعكس جميع مواقفهم واتفاقياتهم وعهودهم التي لم يذكر التاريخ يوما أنهم صدقوا فيها ، وهم وبكل صدق مبدعون في الابتزاز واستحلاب العواطف والتباكي على الإرث طالما سيؤمن لهم وجبة دولارات دسمة تسد حلوقهم التي لا تشبع ابدا. ربما سيذهب الكثيرون الى أن أنسب وسيلة لمواجهة هذا الامر هو تجاهله وهذا الرأي أنا أخالفه تماما فالقضايا الحاسمة لا تنتهي الا بموقف حاسم وصريح ومواجهة ورد الضربة بالضربة . إن أراد اليهود تعويضا عن إرثهم البائد فلا مناص من أن يدفعوا أيضا تعويضا للتاريخ أولا عن الفظاعات التي ارتكبوها ولازالو يفعلون ومنها ارتكابهم أول وأكبر هولكوست في التاريخ عندما أحرقوا الاف المؤمنين في أخدود نجران العريق مرورا بقتلهم الأنبياء واحدا تلوا الاخر وزرعهم الفتن والدسائس وسرقة أرض لم تكن لهم بها صلة في يوم من الايام. في العصر الحديث شهد تاريخنا أيضا الكثير من فضائع اليهود التي يجب أن يدفعوا ثمنها فتهجير ملايين العرب من أوطانهم واغتيالهم الساسة والعلماء ورجال الدين وبنائهم الجدار العازل في فلسطينالمحتلة ,واحتلالهم الاراضي العربية الى وقتنا الحالي والكثير الكثير من فضائعهم التي وقعت بسبب تراخي العرب والمسلمين في المطالبة بحقوقهم المشروعة خاصة وان خيار المطالبة بالقوة بات بعيد المنال . ان الاستمرار في السكوت حيال هذا الامر وعدم علاجه مبكرا سيفضي الى أن العرب فعلا سيدفعون وبالقانون وهم يضحكون ولن يرحمنا التاريخ إن نسينا ذلك فالتاريخ لا ينسى. [email protected]