خاطب الحواس لجذب انتباه الناس .. شعار فتاك من انتاج غربي نستخدم النسخة المقلدة منه ولكن دون وصفة تتناسب مع حالتنا الإجتماعية . فقط لأن الغرب يستخدمه، فمن العيب أن نتخلف نحن مدعيي الريادة في كل شيئ عن هذه التقليعة مهما كانت خلاعتها وبشاعتها ومخالفتها لموروثاتنا الثقافية والدينية . وكأن عقولنا خمدت شعلتها التي تميزنا عن هوام الأرض، اصبح الإعلام يخاطب فينا الغرائز، في مختلف برامجه الثقافية والإخبارية والرياضية، أما الإعلانات التجارية فحدث ولا حرج، وكأن صابون الإستحمام لا يباع إلا بعرض طريقة استخدامه !! ولكن بما أننا اعتدنا على هذه المشاهد ولم تعد تحركنا كما يريدون، تخطت بعض القنوات الفضائية كل الخطوط الحمر لتعرض عورات البيوت وخباياها على الملأ دون ذرة احترام للمشاهد، استغرب لماذا تروي امرأة ما يحدث بينها وبين زوجها امام العالم، ولماذا يصرح رجل بأنه "مثلي الجنس" ولماذا تتاح لهؤلاء مساحات البث المباشر بينما هناك آلاف المحتاجين الذين لو اتيحت لهم هذه الفرص لحلت مشاكلهم من ذوي القلوب الرحيمة ؟ الأمر تخطى بائعي الهوى المغلفين بمسمى الإنفتاح إلى المغلفين بمسمى الأدباء والكتاب، وظهرت موجة الروايات التي تحمل في طياتها قصص لا يتذكر منها قارئها إلا زمرة الإيحاءات الجنسية المتفرقة هنا وهناك بهدف أو بدون . أحياناً أقول ما أروعها عصور الجاهلية التي كانت تتحلى بالأدب، مقارنة بعصور الحداثة المتقدمة التي تتفاخر بقلة الأدب في "أدبها" . عرف البعض مرضنا بأننا شعوب تتأثر وتقلد تقليداً أعمى، ولكن الواضح أن تقليدنا ليس بأعمى ولو كان كذلك لاصطدم ببعض ايجابياتهم ليقلدها ولكنه يختار بعناية ما يريد أن يقلد . [email protected]