ها قد أنتهي العام الدراسي لدى جميع الطلاب بحلوة ومرة وتفرغ الكثير منهم لقضاء إجازتهم الصيفية بعيداً عن هم الكتاب الذي لازمهم طيلة العام الدراسي في حين فضل البعض منهم استثمار هذه الفترة منهم من فضل العمل الصيفي وآخرين فضلوا الدورات التدريبية المختلفة ولكن يبقى معقل الفرس لدى خريجي الثانوية العامة خاصةً الراغبين في أكمال مسيرته العلمية وتفكيرهم المنصب في كيفية الالتحاق بالجامعات أو الكليات ولا فرق هنا بالتفكير بين الطلاب الحاصلين على تقديرات مرتفعة أو المتوسطة والضعيفة فالكل يخشى عدم القبول وبالتالي تتلاشى أمنيته في مواصلة تعليمه من هنا يبدأ تفكيرهم يأخذ منحى وطريق آخر إذ يبدؤون في الاتجاه إلي ( أصحاب البشوت ) الذين بدواء في نفض الغبار المتراكم على بشوتهم وتجهيز ألاستراحات ال ( VAP ) لاستقبالهم والترحيب بهم هذا إذا لم تكن أفنية فللهم وقصورهم تفي بالغرض المطلوب ليقدمون لهم في سيناريو يتكرر في كل عام الوعد بالتسجيل سواءً في الجامعات أو الكليات بغض النظر عن النسبة الحاصل عليها طبعً هذا يتم (( كخدمة للشباب وكتشجيع لهم )) لمواصلة تعليمهم وحسب ولا مانع أن يُقدم ولي ألأمر المقتدر فقط مع ملف أبنه هدية رمزية أما الذين لا يستطيعون تضمين الهدايا مع ملفات أبنائهم فأن مسألة قبولهم صعبه نوعً ما أو بمعنى أصح شبه مستحيلة حتى لو كانت نسبته امتياز 0 هذا سر خشية الطلاب المتفوقين وأصحاب النسب العليا في هذا الوطن وخشيتي أنا أيضا فلطالما أعتاد مجتمعنا على الوساطة بل أعتمد عليها كجز لا يتجزأ من شروط الالتحاق بالتعليم العالي والمصيبة أن أصحابنا أهل البشوت أسموا تلك الوساطة ( بالشفاعة ) مستغلين مكانتهم الاجتماعية بل حتى العملية والأدبية لدى مدراء الجامعات والكليات وعمداء الأقسام مما يفوت الفرصة على الطالب الذي أجتهد طوال العام وسهر الليالي الطوال في الاستذكار والبحث عن معدل نسبي يرضي طموحه أولاً ويمهد له القبول ثانياً في الجامعة أو الكلية التي يرغبها ويرى نفسه فيها 0 أما الوطن فأن خسارته أكبر من خسارة ذلك الطالب الذي أفقدته البشوت مقعدً مستحق خسر طالب بلا شك سيفيده بفكره ونهجه الدراسي المتميز وسيسعى إلى خدمته في أفضل الحالات 0 فلا تستغرب أخي القاري أن سمعة أو شاهدت يومً تلك الواسطة تقف ببشوتها على أبواب الفصول الدنيا ليتعلم القادرون على دفع الهدايا ويذهب للجهل المعوزين وأهل الحاجة ، وطني الحبي ما أكرمك في ظل ولاة الأمر العظماء أغدقت علينا من فيض خيرك وعطاياك حققت الأمل في أعطائنا نور العلم المشرق وفتحت نافذة أبواب المستقبل للجميع دون استثناء ، لكن بأيدينا دمرنا القيم والأخلاق وفتحنا أبواب الجهل مرةً أخرى نعم بأيدينا تلاشى المستقبل المزهر فما ذنب أجيال ستأتي وقد زرعنا لهم بدل ( الواو واوات ) كثيرة بل آهات وآهات كثر لا تنتهي ونحن بهذا قد أصبنا المثل الذي يقول ( بيدي لا بيد عمر ) فإذا كانت العرب في الجاهلية تميزت بوأد البنات فقد تميزنا نحن وأي تميز بكسر مجاديف الإبحار في ركب التعليم فماذا تنتظر وطني الحبيب من مسئول فتحت الباب على مصراعيه لبشوت عطرتها كلمات النفاق والثناء وحملت بدل ألزري المُقصب لفائف ( الرشاوى ) المغلفة بمسمى الهدايا، حتماً المسئول يخفى عليه كل ذلك الخُبث الذي يقبع خلف ردهات البشوت المقيتة وكأن من حمل إليه رزم الملفات حملها كما أسلفت تشجيعً وحباً ليس إلا فتبدأ تلك الملفات في حجز مقاعد لا تستحق وكذا ............ متى تنتهي معاناة الكثير من طلابنا اللذين لهم حق التعليم ؟ ومتى ينكسر أنف الواو ؟ الله وحده هو من يعلم 0