دولة إسرائيل وحليفتها أمريكا تبذلان كل ما بوسعهما من اجل إحباط تطلعات الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, حيث أطلقت القيادة الإسرائيلية العنان لدبلوماسييها العمل من اجل عرقلة هذه الجهود الفلسطينية الرامية للحصول على دولة في هيئة الأممالمتحدة خلال سبتمبر. ان الولاياتالمتحدةالأمريكية الحليفة الإستراتيجية لإسرائيل تبذل هي الأخرى مجهوداً من اجل التخريب ومنع الاعتراف وتعطيله حباً في إسرائيل, وتعطيل سعي الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولة والحصول على اعتراف دولي, إن ما تقوم به إسرائيل وأمريكا من جهود جبارة لمنع الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة لا يدعو الى الدهشة والاستغراب لان هناك مصالح مشتركة بينهما وان هذه المساعي وهذا التعطيل بدأ منذ عدة عقود وما زال مستمراً , وتسعى إسرائيل على إقناع الدولة الصديقة لها بألا تؤيد الإجراء ومطلب الفلسطينيين وتعتبره إسرائيل إجراء من طرف واحد ولا يتجانس مع الاتفاقات التي تم التوقيع عليها وتقوم بطرح مبادرة سياسية تغري الفلسطينيين من اجل العودة للمفاوضات والتخلي عن التوجه لهيئة لأمم المتحدة. إن الوضع الفلسطيني الداخلي والموقف الإسرائيلي الرافض للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة والدعم الأمريكي للموقف الإسرائيلي يشكل تحدياً كبيراً أمام القياه الفلسطينية وقدرتها على مواجهة الرفض والضغوطات الإسرائيلية والأمريكية وقدرتها على خلق موقف فلسطيني موحد حول قرار الذهاب لهيئة الأممالمتحدة, وفيما لو صدر قرار أممي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فسوف تواصل إسرائيل استيطانها وعدوانها على الفلسطينيين بالرغم من وجود قرار الاعتراف من الشرعية الدولية. يجب أن تكون استراتيجية وجاهزية لمرحلة ما بعد صدور قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية بحيث لا تكون النتائج محطة تراجع عن الحد الأدنى من الثوابت الفلسطينية, إن الذهاب الى هيئة الأممالمتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية حق مشروع سلب منذ عقود طويلة وهو الاعتراف الدولي بحق قيام الدولة الفلسطينية وتمثيلها رسمياً في الأممالمتحدة مثل باقي دول العالم المستقلة وصاحب السيادة على أرضها وإنهاء الممارسات السياسية الظالمة التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني , فالمطلوب على المستوى الفلسطيني وحدة حقيقية بين كافة الشعب الفلسطيني وجميع فصائله ووحدة صادقة على برنامج وطني ونضالي يوحد الشعب من اجل التصدي للاحتلال الإسرائيلي وممارسته العنصرية الظالمة. ان كسب معركة سبتمبر يجب ان يقودها الشعب الفلسطيني كله لأنها تعتبر محطة هامة في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني, ويجب حشد كل طاقات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات والبلاد العربية الإسلامية لأنها معركة الجميع, بل هي معركة كل فلسطيني وعربي وأحرار العالم.وفي النهاية نقول بان التوجه لهيئة الأممالمتحدة امر لا يخلو من مغامرة سياسية ان لم يحسن التعامل معها, فاحتمال ان تنقلب ضد المصلحة الوطنية الفلسطينية وتكون اكثر من مكسب للوقت لصالح إسرائيل.