تحت أي عنوانٍ نصنِّف تقاطُر محامين كويتيين إلى القاهرة دفاعاً عن الرئيس (المخلوع) في محاكمته بقضايا جنائية ؟ بالتأكيد، ليس قناعةً ببراءته. فهم لم يقرؤوا بعد لوائح الاتهام و لا دفوعاتها. و لا إحقاقاً لحقٍ يدركون غيابه، مع أن اليمين الذي يقسمه القانونيون يستوجب الصدع بالحق و لا شيء غير الحق. و ليس حضورهم شُحّاً في محامي مصر، فمع مبارك أفضل محامي القضاء الجنائي. و لا بحثاً عن شُهرةٍ، فهم ليسوا مغمورين، و للشُّهرةِ أبوابٌ كثيرة. و ليس سياسةً، فحتى أحبابُ مبارك من القادة غسلوا أيديهم منه، و نأوْا عن (التدخل) باعتبار أن (العلاقة مع الشعب المصري). و لا تقريباً للشعب الكويتي إلى المصري. بل الموقفُ استفزازٌ فجٌّ لمشاعر المصريين لن تمحيه ذاكرتهم. بقي عنوانٌ و احد أسموْهُ (رد الجميل). و كأن مبارك هو محرر الكويت و ليس الجيش الباسل (الذي يحاكمه اليوم). و هل كان لمبارك خيارٌ غير الانضمام للتحالف الدولي وقتها؟ و لا شك أنه قبض -على الصعيد الشخصي- الثمن مضعفاً من السعودية و الكويت، إن كان المراد مجازاته على قراره. إن اختزال تحرير الكويت في شخص مبارك، تنكُّرٌ لشعوبِ و قادةِ و جيوشِ أكثر من خمسين دولة ضمَّها تحالف (عاصفة الصحراء). و إذا كان الدرس الذي أعطاه كبير محاميه الكويتيين للشعب و الجيش المصري، عندما خاطبهم في القاهرة (كان يجب أن تعملوا لمبارك تمثالاً للتخليد). فالأولى أن ينصب المحامون التمثال في الكويت (مكان الواقعة) التي اقتضت منهم الجميل. و لْتكن تماثيل لخمسين رئيس دولة. و لا ينسوا (الأسد)، فقد كان مناصراً للكويت ضد (بعث) العراق. email: [email protected]