لعلها المرة الأولى التي ( تعاقب ) فيها جهةٌ ما إسرائيل و تطرد سفيرها، أو كما قال وزير خارجية تركيا "حان الوقت لدفع الثمن" لمهاجمتها أسطول الحرية وقتلها مواطنين أتراك.إنه الجواب الشافي لمن تساءل عن سر تعاطف الشارع العربي مع الحكومة التركية. و هو أيضاً الجواب لكل من يبحث عن سبب جوهري من أسباب تنكُّر الشارع العربي لزعمائه. اعتادت إسرائيل أن تدوس ( بالحذاء) على كل من يعاديها، و على القرارات الدولية، و تشكِّلَ لصالحها مواقف الدول العظمى. فإذا تركيا وحدها تقول اليوم ( لا .. لست كالعرب ولا دول الناتو ولا الاممالمتحدة .. مصالحي أولاً). إنها هدف كل حكومة، أن تراعي مصالحها أولاً قبل مصالح الآخرين (الأصدقاء)، فما بالك إن كانوا (أعداء). لاحظوا أن تركيا تقر (بصداقتها)، و العرب يدّعون (عداوتهم) لإسرائيل. بقيَ على أنقره حشد التأييد السياسي لموقفها، بتحريك المنظمات الإسلامية، كالمؤتمر الإسلامي و الجامعة العربية و غيرهما، و كذلك الدول الإسلامية لإصدار بيانات تأييد -أو على الأقل (تفهُّم)- لموقفها. إنها فرصة (لتقزيم) إسرائيل سياسياً في قضية عادلة لا يختلف عليها مسلمان.وهي فرصة لوزراء خارجية الدول الإسلامية أن يستعيدوا بعض ثقة مواطنيهم الذين يبحثون بالميكروسكوب عن فروقات (حقيقية) بين مواقفهم ومواقف (نتن .. ياهو). email: [email protected]