ويكأن الموت هذا هو الحد الفاصل بين نقطتين هو الحقيقة التي لا يمكن تذكرها إلا عند وقوعها فتصاب بحالة ذهول وتشتت لا ندري ماذا نفعل؟ تأخذنا الصدمة والفجائية إلى عالم من الذهول بل وأحياناً "والعياذ بالله" إلى التساؤل لماذا؟.ويزداد بنا كل هذا فيتجمد الدمع في العيون في حالة "عصيان" كأن الدمع لا يرقى إلى مستوى المصاب ليكون الألم مرتين والمرارة "مرارتين".صعب أن تفقد ذاتك مرتين.. الأولى فيمن فقدت والثانية أنك لا تستطيع البكاء على من فقدت. إن الكبار هم رئتنا التي تصفي أحزاننا فإذا رحلوا بقينا وحيدين في مجابهة تلك الحقيقة.نعم أيها العزيز يا من قلت لي ذات يوم إننا في هذه الحياة لا نعرف كيفية مواجهة تقلباتها لأننا لا ندري متى وكيف تأتينا تقلباتها ونهايتها. لكن الجميل في هذا "الطوفان" من الحزن والأسى هذه وتلك المشاعر الجميلة التي يحاط بها الانسان من أحبائه وأصدقائه وممن يعرف وممن لا يعرف لتخرج به من حصار أحزانه ومن مرارة فجيعته وليزداد يقيناً بأن الناس بخير. أيها الراحل الكبير الذي كنت لي الأب الذي لم يلدني نبارك لك هذه النهاية السعيدة في ليلة العتق من النار، رحمك الله أيها الأستاذ الكبير محمد صلاح الدين وأسدل عليك شآبيب رحمته وغفرانه.