الأعور بين العميان، نظرية يحرص عليها الصغار ويأتون بمن هم اصغر منهم سناً ومقاساً . ومن هم أدنى منهم علما. وبهذا يتوهمون أنهم سيتحولون إلى عمالقة - إذا كان الذين حولهم صغاراً .. ويتعمدون أن لا يستخدموا سوى اصحاب العاهات الفكرية . حتى يصبحوا سلاطين بين عميان العقول .. وتأتي النتيجة الطبيعية ان يفشل هؤلاء لا فشلاً عادياً. وانما فشلاً مركباً أسرع مما قدرت له .. ولو كان هؤلاء قد استعانوا بأقوياء لغطوا عورتهم الفكرية. ولابد أن تعترف بأن اختيار الضعفاء يكون اسهل كثيرا من الاقوياء .. يوافقون ولا يناقشون .. ينحتون ولا يعارضون .. ولاينصحون . ولكن هذه الاساليب تنتهي دائما بالكارثة .. فكل رجل منا في حاجة الى فرملة .. فإذا كان الفرامل ضعيفة حتماً تصطدم المركبة وتتحطم والمسؤول الضعيف دائما يلاقي امامه أمورا صعبة لايستطيع حلها.. وهذا يحدث عندما يستعين الصغار برجال ضعفاء منهم يؤخرون انطلاقته في التطوير بل يمنعونه من التقدم ولكن الرجال الصغار قادرون دائماً ان يؤثروا على الرجل الضعيف ويحولون مسؤوليته الكبيرة الى اقل من الدرجة الثالثة وهذا هو سبب فشل كيان يستعين بالرجال الصغار في مقاعد الكبار .. وهذه الفئة من الرجال تعرف ان البلد مليء بالرجال الكبار والمعاونين الاقوياء .. والحكماء. ولقد اثبتت التجارب ان المستشارين الصغار هم الذين يتسببون في وضع العراقيل والى كل الكوارث .. ويتصورون أن العبقرية هي في الطاعة العمياء .. وقد اثبتت الأيام ان الجبان ليس أطول عمراً من الشجاع .. فالجبناء لايعيشون طويلاً فلنعد الضعفاء .. من قطاعات كل كيان لنستطيع ان ننطلق الى الغد .. لذلك فالناس هنا مؤدبون جداً ولايسألون عن الاسباب التي ادت الى صعود هؤلاء الاشخاص الضعفاء ولايجرأون علي السؤال عن السبب يأتي شخص ويخرج ولايجرؤون ان يقولوا لماذا خرج فلان ويدخل آخر فيجهل الناس لماذا دخل لهذا يجب ان تحاول أن نفكر بعقلية متطور ونحاول ان نجيب عن كل سؤال وان تشرح كل خطوة تخطوها . فلا يكفي ان يعلم بعض الناس الحقيقة لأن الحقيقة اصبحت في الوقت الحاضر من حق كل الناس .. لأن العصر يمضي والحياة معه والعمر يجري والناس يأتون ويذهبون ويأتي من بعدهم كثيرون ثم لا يلبث أن يذهب هؤلاء أيضا ً يفسحون للاجيال القادمة من بعدهم مكانا تحت الشمس ولا يبقى من الحياة بعد هذا الا الذكرى الحلوة التي يتركها الناس من بعدهم والنفوس الوفية التي تحفظ هذه الحلاوة . وتعيش معها وتكره أن تفترق عنها فقد كانت جزءاً من حياتهم وارتبطوا بها وارتبطت بهم حتى اصبح كل عرق فيهم ينبض بكل ما يمكن أن يحمله من حب ووفاء لهذه الذكرى العطرة التي خلفها صاحبها وراءه وهو يستعد للرحيل بعد حياة مليئة بالعمل والحب فيها أعظم صفة يتميز بها الانسان. فالوفاء إذن هو اعتراف الانسان بفضل الانسان وقد تسمعه على شفاه الناس وقد تراه في أعمالهم لا أن يُذكر بسوء عمله وتصرفه . فما أحلى الحياة في بلد يجتمع فيه الإخلاص والاختيار الصحيح مع الحب والحرية ويا قوم أين يُذهب بكم ماهذا الذي تعملون .. مكة المكرمة