كلما مرت فوق رأسي طائرة الدفاع المدني الجديدة التي تبدو من البعد بشكل الناموسة لولا قوة صوتها الذي يخترق اكثر الجدران عزلاً وحماية كلما استعجبت من وسائل العلم الحديثة،فهذه المروحيات الجديدة تستخدم تكنولوجيا متقدمة وبها شاشات غريبة ومواصفات عجيبة. وكلما رأيت هذه المروحيات في سماء جدة في يوم صحو اشتاقت نفسي الى جولة على متنها اتفرج منها على معالم جدة من البحر الى الجبل ولكن المشكلة انني من جبناء الطيران كما أن لدي خوفاً شديداً من الاماكن المغلقة سواءً كان ذلك جوف طائرة او قلب مترو انفاق او مكاناً عاماً مزدحماً له باب خروج واحد. وركوب الطيران العمودي كما سمعت ليس بسهولة ركوب الجمبوجيت واخاف لو ركبت هذه المروحية الصغيرة ان يصدر عني شعوريا او لاشعوريا مايؤثر على سمعتي بين الناس خصوصا أنه ليس بهذه المروحيات دورات مياه. والسعوديون متفوقون في الكثير من المجالات ومنها الطيران المدني والعسكري ووصل عدد الطيارين السعوديين المدنيين لاكثر من الف ولقد قام طيارو الدفاع المدني في سيل جدة الاخير بأعمال بطولية ومناورات خارقة مستخدمين هذه المروحيات الجديدة رغم انه لم يمض على استلامها سوى اشهر قليلة،فبرهنوا على مقدرة عالية في قيادة هذه المروحيات وانقذوا بها أرواحاً كثيرة واحيوا بها أنفساً عديدة . وقد رأيت مقاطع لهذه البطولات التقطها هواة التصوير بالجوال ووضعوها بالانترنت فأكبرت جداً هذه الاعمال التي لو قام بها طيارو بني الاصفر (الاسم القديم للخواجات ) لتحدثت عن ذلك صحف العالم أشهراً طويلة لكن صحفنا المحلية للاسف الشديد لا تستهويها الا اخبار الرياضيين والفنانين. وهذه المروحيات انواع وسمعت ان ركوب بعضها مثل ركوب الجمال من حيث الحركة والاهتزاز فلا يستقر في كراسيها الا ذوو الخبرة في الركوب،أما المروحيات المتطورة فتكون سلسلة وهادئة وسريعة. ويتنقل بعض المشاهير بهذه المروحيات فالملياردير محمد الفايد صاحب متاجر هارودز الشهيرة بلندن يأتي من قصره بضواحي لندن الى هارودز في قلب لندن على مروحية فلا يؤخره عن عمله زحام السيارات، لكنه باع هارودز مؤخرا الى القطريين وربما ارسل المروحية الى حراج لندن أو تركها في القراج. واخذ السياسي اللبناني اميل البستاني اثناء جولته الانتخابية قبل عقود اكبر قبضايات بيروت للدعاية والاعلان ولكن القبضاي المخيف تحول بعد اقلاع الطائرة الى ارنب مرتجف في ثياب مبللة مما افشل الحملة الانتخابية. ومن النكات المصرية القديمة انه كثرت في الماضي حوادث المروحيات بين الطيارين الصعايدة فبحث المسؤولون عن السبب ووضعوا بالمروحيات مسجلات فوجدوا ان المروحيات اذا ارتفعت بالطيارين الصعايدة في السماء وبرد الجو يقول الطيار لمساعده : الدنيا بردت ياباشا،مانطفي المروحة فعرف السبب وبطل العجب!!