أي حياة تنتظر أبنائنا بعد اتنهاء اختبراتهم؟ فالإجازة طويلة وهي على الأبواب فماذا أعدت لها وزارة التربية والتعليم خاصة في هذه السنوات التي التوت فيها رؤوس الكثيرين بحثاً عن كل جديد ليعيش أبنائنا مستقبل أفضل من أمسهم فعالمنا اليوم يختلف كل الاختلاف عن السابق وشبابنا يحمل في رؤوسه الكثير من الاختراعات والإيجابيات ولا ينقصهم إلا أن نمد إليهم أيدينا لنرشدهم ونوجههم إلى من يعينهم على اتباع الضوء الأخضر خاصة مراكز التدريب والتنمية البشرية. فشهور الدراسة تمر كمر السحاب وعندما تبدأ الإجازة السنوية تنقلب موازين الكون لدى الآباء والأمهات وتصبح تصرفات الأبناء مطلقة الحرية وليس لها أي ظوابط تحكمها! فالروتين اليومي يفقد أهميته لديهم وفرحة الأمهات بالتخلص من الروتين تجعلهم يتساهلون في ضبط الأسرة، فالأبناء في إجازة، وتبدأ الفوضى تشمل كل شيء فلا مواعيد طعام تلم شمل الأسرة ولا زيارات اجتماعية تصل الرحم ولا أشياء كثيرة يقوم بها شبابناّ تجاه أسرهم فالإجازة "فلة" ويعتقدون أنه من حقهم أن ينامون ويستيقظون متى أرادوا وهكذا تكاد تعم تلك الحياة أغلب البيوت. وتُغلق العيون عما يسرق الزمن من أعمارنا ونحن ندور ونتيه مع أبنائنا في عالم جميل بدلاً من أن نحاول أن نضع فيه بصماننا بتوجيهاتنا وتنظيمنا للحياة بإيجابيات تعود على مجتمعاتنا بالخير والإيجابية لأنفسنا وحياتنا التي هيئها الله لنا. كما أنني ككثيرون لا نحبذ إرسال أبنائنا لدراسة اللغات في البلاد الأوروبية أثناء فترة الصيف، إلا برفقة أهاليهم للحفاظ عليهم بكل رفق ورعاية هم فعلاً يستحقونها فأبنائنا هم بناؤا أوطاننا وما يحدث لبعضهم في الغرب من ضياع وإدمان للمخدرات وغيرها من المُهلكات لجدير بان لا نغفل عنهم. وللمؤسسات السياحية دور هام جداً بأن تنظم كذلك رحلات داخلية تحت إرشاد وزارة التربية والتعليم وإرسال الموجهين الأمناء بصحبة الطلبة ورفقتهم لإرشادهم وللترفيه عنهم في برنامج الرحلة داخل ربوع بلادنا الجميلة وما أكثرها وتنوعها. فالإجازة تضر إذا تحولت إلى سلبيات بسبب الفراغ ولكن بإلحاق أبنائنا كذلك بوظائف في بعض الدوائر الحكومية ستعودهم على العمل والاعتماد على النفس وتعود عليهم بربح قد يحقق بعض أمانيهم البسيطة، وبالتغيير الآمن سيمحو معه تعب السنة الدراسية الماضية المرهقة وسيجعل طلابنا يقبلون على سنة دراسية جديدة نشيطون متفائلون ومتفانون. الإجازة على الأبواب ويا حبذا كذلك لو تم عمل دورات تعليمية تثقيفية بإنشاء معاهد خاصة لها في فترات الإجازة الصيفية الطويلة داخل كل المدارس الحكومية لتقوم بتلك الإرشادات والتوجيهات بجانب حصص وفترات للترفيه وعمل الرياضة التي تقوى الأبدان والسباحة كذلك من أهم أنواع التخفيف من الضغوط النفسية التي تصيبهم. تلك اقتراحات يحتمل تحقيقها يوم ما. همسة: "نعمتان مغبون فيهما الصحة والفراغ" صدقت يا رسول الله..فهل سنستغل هذا الفراغ فيما يفيد؟