الكثير من الانجازات الوطنية شواهد حضارية للدولة على أرض الوطن وهي محل اعتزازنا وتقدير العالم، وقطاع تحلية المياه عنوان مضيء للريادة السعودية عالميا في هذا المجال انتاجا وخبرة وامكانات ورؤية مستقبلية تجاه احدى أهم التحديات التنموية وهي المياه. وفي سياق خطوات هذا القطاع الاستراتيجي يأتي تعزيز الشفافية وحماية الأموال، حيث أصدر معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الأستاذ فهيد بن فهد الشريف قرارا بإنشاء وحدة المراجعة الداخلية بالمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لممارسة أعمال أنشطتها الرقابية على جميع القطاعات والإدارات والأقسام، وذلك استنادا إلى قرار مجلس الوزراء الموقر، وإعطاء وحدة المراجعة الداخلية جميع الصلاحيات المخولة بها في اللائحة الموحدة لوحدات المراجعة الداخلية في الأجهزة الحكومية والمؤسسات العامة المرفقة بقرار مجلس الوزراء. وما يعزز نجاح هذه الوحدة اهتمام معالي محافظ المؤسسة لدورها ومنحها كافة الصلاحيات والدعم لتحقيق الاهداف الاستراتيجية لهذه الوحدة والالتزام بالمعايير العالية، وتأكيده على استمرار سياسة الشفافية والمكاشفة من خلال تطبيق أعمال وحدة المراجعة الداخلية بالمؤسسة. إن القيمة المهمة في مسؤولية المؤسسة إلى جانب تحقيقها للأمن المائي من المياه المحلاة، هو تعاظم الخبرة التقنية والبشرية في صناعة تحلية المياه وريادتها عالميا مما يجعل المملكة مرجعا ومقصدا في هذا المجال، والجميل الذي يستحق التقدير هو ربط الخبرة بالثروة البشرية الوطنية ونجحت بدرجة عالية في توطين الخبرة لأكثر من جيل وانجزت بصمة واضحة في ذلك، مما يحقق أهداف خطط التنمية التي تركز على التنمية البشرية واستثمارها، وهو ما نقدره لمعالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله الحصين ومعالي محافظ المؤسسة الأستاذ فهيد بن فهد الشريف. ولأهمية ذلك في خطط وأهداف المؤسسة على ارض الواقع، جاء ابرامها لاتفاقية تعاون مع شركة كورية كخطوة استراتيجية بهدف امتلاك المؤسسة وبصورة قانونية ونظامية جميع الحقوق الهندسية والفنية لهندسة وتصميم وتصنيع إنشاء وحدات تحلية من نوع متعددة التأثير، وهي الأولى من نوعها على مستوى العالم التي يتم فيها تصنيع هذا النوع من الوحدات وبهذه الطاقة الإنتاجية، والمشروع كما قال نائب المحافظ لشؤون التشغيل والصيانة المهندس ثابت اللهيبي يهدف إلى تطوير قدرات المؤسسة الهندسية والفنية والإدارية والقانونية على امتلاك التقنية بما ينقلها إلى مصاف المؤسسات المنتجة للتقنية وأن تتحول المؤسسة من مجرّد مستهلك إلى صانع وناقل للتقنية الحديثة وسيكون بإذن الله خلال الفترة القادمة تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصنيع المحطات بالكامل محلياً وهو إنجاز تاريخي بكل المقاييس. واذا نظرنا للأنشطة والفعاليات العلمية والتعاون عالميا في ذلك، فلابد من القراءة الجيدة لأهمية توصيات ندوة الخبرات المكتسبة السادسة التي نظمتها المؤسسة العامة لتحلية المياه مؤخرا تحت عنوان «نستثمر خبراتنا ونطور قدراتنا لمستقبل صناعاتنا» والتي أكدت على تبني ثقافة الاستثمار في المجال المعرفي الاقتصادي وتطبيق معايير البيئة على جميع المحطات الحالية والمستقبلية، وتأهيل المحطات مما يضمن المردود الفني والاقتصادي لها مع دراسة الجدوى الاقتصادية لكل مشروع. أيضا كل التقدير لحرصها على التوصية بأهمية تصميم وتنفيذ برنامج صناعة الخبراء في تخصصات فنية محددة، ضمن خطة تطبيق إدارة الجودة الشاملة. هكذا تتكامل تفاصيل رؤية المؤسسة العامة لتحلية المياه في خططها الحالية والمستقبلية التي تدرك من خلالها حجم التحديات التنموية التي تقع على قطاع تحلية المياه واستشراف اهداف طموحة تحافظ على هذا المسار الناجح في تعزيز الأمن المائي والخبرة الوطنية الكبيرة والمتعاظمة والحفاظ على الريادة وهي مسؤولية كبيرة، تعكس ارادة الدولة وفقها الله ودعمها السخي لكل مقومات التنمية الحضارية، وعزيمة هذه المؤسسة الوطنية العريقة. فالشكر للوزارة وللمؤسسة على هذه الرؤية المقترنة بالإنجاز، ولمعالي المحافظ الأستاذ فهيد بن فهد الشريف الذي عهدناه بهذا القدر الكبير من القدرة والاخلاص والحنكة في المزيد من النجاحات للمؤسسة برؤية عالمية، والله نسأل دوام التوفيق. **حكمة : خير الأعمال ما كان ديمة. للتواصل 6930973 02