لن نقول شيئاً جديداً عندما يتحول الكيان الصهيوني إلى ثكنة منذ الولادة غير المشروعة لهذا الكيان، لذلك عندما يقول الملك عبد الله بن عبدالعزيز ويؤكد على ذلك في المنتدبات الاقليمية والدولية كافة من أن قوة إسرائيل العسكرية واحتلالها للأراضي الفلسطينية لن يحقق لها الأمن مثلما لن تؤمن لها الجدران العازلة أيضاً السلام مبيناً أن الأمن لإسرائيل يتحقق عندما تعمل مع جيرانها لتحقيق الأهداف المشتركة. لذلك فإن خادم الحرمين الشريفين يؤكد على ان ستين عاماً من قيام إسرائيل لن تجلب القبول والاعتراف بها للحصول على الاعتراف والقبول من ثلث دول العالم يتمثل في قبول المبادرة العربية للسلام، وانهاء الاحتلال. أمام هذه الصراحية والشفافية، نتساءل هل هناك ساسة في إسرائيل يسمعون مثل هذا الكلام ويستوعبون أبعاده السياسية على المدى القريب والبعيد!! نعم، إذا كان هناك غياب جدية في محاربة الإرهاب والتطرف فإن سببه الأول هو انكار الحقوق واحتلال الأراضي، وإدامة الصراع وتشريد المواطنين من أراضيهم، وقيام المستعمرات اليهودية على الأراضي العربية الفلسطينية. إن المتابع للسياسة الأمريكية يلاحظ كل يوم أن خطابات الرئيس الأمريكي أوباما تتركز على محاربة الإرهاب ولكن هذه السياسة المنحازة لا تسأل عن أسباب ومبررات الإرهاب، ومن أوجد هذا الإرهاب ابتداء!! نعود للتذكير بكلام خادم الحرمين الشريفين أيده الله، من أن اضاعة فرصة السلام، وعدم إعادة حقوق الفلسطينيين إلى أصحابها، سيجعل قرار تحديد الأجندات السياسية والاجتماعية في المنطقة في يد الآيديولوجيات الراديكالية المتطرفة. نعم، إن مصدر الاحباط والاستياء الذي نعيشه منطقة الشرق الأوسط وما وراءها، هو انكار العدالة والسلام في فلسطين، والمماطلة والتسويف الذي تمارسه إسرائيل في كل طروحاتها المزيفة عن السلام، لذلك فإن كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية جادة في تحقيق السلام، والقضاء على الإرهاب والتطرف، فإنها ستجد تعاوناً من كل الأطراف وبخاصة إنها هي المرجعية والضمانة الوحيدة والقادرة على تحقيق الأمن والسلام في العالم أجمع. إن اضاعة الفرصة المتاحة حالياً المتمثلة بالمبادرة العربية لتحقيق السلام ستعرض المنطقة إلى نكسة تمتد عقوداً أخرى، الأمر الذي يضعف كل قوى الاعتدال والسلام، ويقوي ويعزز التطرف بأشكاله كافة. فقد أثبت التاريخ أن سياسة القلعة والجدران العازلة والبطش والتدمير لن تحمي الكيان الصهيوني البغيض مهما بلغت قوتها، فالثكنات العسكرية عمرها ليس طويلاً، فقد غرست من الحقد والكراهية ما يزيد على ستين عاماً، اثبتت التجارب أنها لم ولن تحفظ أمن إسرائيل. فهل يوجد في ساسة إسرائيل عقلاء يسمعون كلام الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، ليس من باب النصح ولكن بحكم الموضوعية على الأقل!!. السؤال الأخير والأهم هو هل لدى العرب بدائل في حال أن تعمّدت وأصرّت حكومة إسرائيل على افشال عملية السلام برمتها! الجواب برسم قياداتنا العربية مجتمعة.. ولكن من المفروض أن تكون هناك بدائل ذات قيمة تعيد للعرب أراضيهم ومقدساتهم وبالتالي كرامتهم. وقياداتنا العربية والإسلامية تعلم علم اليقين أن أمتنا العربية والإسلامية هي رهن إشارتهم، ولن تبخل بتقديم الشهداء من أجل القدس مهما بلغ عدد الأصفار على يمين العدد. مدير عام وزارة التخطيط / متقاعد فاكس 6658393