أيتها الاحساء المحمولة في قلوب أهل هذه البلاد يا مصدر الخير والخضرة والنماء ويا قطعة من التاريخ تشع عبر حقبه المتتالية لأكثر من ستة آلاف سنة مضت يجللها غبار السنين والأيام. أين عيونك الدافقة وظلك الوارف ومطارح عشاقك وشعراء الاحساء مثل به المقرب وخوله وأسواق جواثا.. والخط وغابات الظل والنخيل .. أين كل هذه الومضات والخيرات التي نزل ذلك (المغوار) عن ظهر جمله وسجد شكراً لله عندما وضعوها بين يديه؟ هل سادت حضارتك ثم بادت؟! إن الجميع يستنهض همم أهل هذه البلاد الأحساء ورجال الأعمال بها ليمدوها بما أنعم الله به عليهم ويعيدوا تشييدها على أسس حضارية تليق بما لها من تاريخ مجيد ومستقبل مطلوب على كل الأصعدة، وأن يقيموا المشاريع المفيدة لهم وللأجيال القادمة، مشاريع تنموية مختلفة مثل إقامة المراكز الثقافية الأهلية والمجمعات الصناعية والمكتبات العلمية وأن تكون بأسماء معروفة بالمقرب وغيره من الشعراء والعلماء. وأن يسارعوا إلى وضع بلدهم على طريق انطلاقة كبرى على غرار بقية أقاليم المملكة التي تتحفز إلى البروز كمدن صناعية وحضارية في شتى ألوان التقدم، كل ذلك خدمة لأبنائها في حاضرهم ومستقبلهم ولا يجب أن ننسى دور الدوائر الرسمية التي بذلت ولا تزال مطالبة بالمزيد من العمل في الأحساء وغير الأحساء من مدن المملكة، ولعله من حسن طالع الاحساء وجود رجل نشط فعال هو الأخ المهندس فهد الجبير رئيس البلدية الذي عمل الكثير ولايزال أمامه الأكثر لتحسين وجه المدينة مثل إقامة الحدائق التي تجعل المواطن هناك يذهب إليها بعائلته بدلاً من الذهاب بهم إلى الأسواق والمجمعات ربما للفرجة فقط .. وكذلك العمل على تجميل المدينة بشكل عام والسعي إلى إقامة بوابات أو دراويز الأحساء القديمة كأشكال جمالية، فلو أقيمت بوابة الصالحية القديمة وبوابة الكوت وأسوار الهفوف وبوابة الخيل وبوابة الخميس والحزم وغيرها الكثير كنماذج تراثية لأعطت بهجة لزوارها وأهلها من الشباب ليتعرفوا على شيء من تاريخهم القديم، ثم لابد من العمل على تحسين مداخل الأحساء وخاصة مدخلها من جهة طريق الرياض لأنك وأنت تصل إلى هذا المدخل لا تشعر أنك أمام مدينة بهذا العمق التاريخي وهذا الكم الهائل من السكان وعدد القرى المرتبطة بهذه المدينة، ونتمنى على المهندس الجبير أن ينسق مع هيئة السياحة للمساهمة في إعادة صياغة وجه هذه المدينة، وكذلك التعاون مع وزارة الزراعة وهيئة الري في الأحساء لبحث مشكلة نضوب عيون الأحساء وكيفية جريان الماء عبر قنوات المياه التي شقت هناك. الكاتب عليه أن يذكر وأن يعرض ما لديه من أفكار تهم كل مواطن في بلاده وهو أي الكاتب يعرضها ولا يفرضها، كما يقال ودائماً لدينا حسن الظن في كل مسؤول مع الصدق والتفاني في خدمة هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعاً. حفظ الله بلادنا وأهلها ووفق الجميع إلى كل خير.