في 12من إبريل، 2011م (وافق في هذا العام 8من جمادى الأولى، 1432ه)، حلّت الذكرى الخمسون لتوجُّه رائد الفضاء يوري قاقارين) و خروجه من نطاق الأرض الى السماء. ففي صبيحة ذلك اليوم قبل 50عاما، اقلع الرائد قاقارين من موقع إطلاق صواريخ الفضاء بجمهورية كازَخستان التي كانت إحدى "جمهوريات" الاتحاد السوفيتي حينها. و بددّت تجربته و رحلته عدداً من الخرافات (منها عن حدود "سماء" الأرض، الخ؛ و أن الشخص سيفقد بعض حواسه و قدراته الذهنية إن هو بقى خارج نطاق الأرض لمدة تزيد عن ساعة او مثلها.. إلخ.) كان قاقارين، حين كان عمره 27عاما، ضِمْن عددٍ من الشباب الذين تم تدريبهم بتركيز و عناية و شدة مضنية؛ و تم اختياره قبل بدء الرحلة ب72ساعة؛ و كان زوجاً و أباً لطفلين صغيرين. ثم كانت آخر كلماته(وصيته)لزوجته، "فالنتينا": أن تقوم بتنشئة طفليه تنشئة سوية عادية غيرمتعالية؛ كما أكدّ لها بأنها في حِل في أن تتزوج بعده فيما إذا لم يرجع حياً. حدث ان قضى رائد الفضاء العالمي نحْبَه بعد انتهاء الرحلة بثلاث سنوات، و توفي في حادثة طيران عادية..و هو في حوالي سن الثلاثين. و لم تعمل زوجته بوصية زوجها المرحوم ..بل بقت طيلة حياتها كأرملته، و محافظة على اسمه، "فالنتينا قاقارين"). كم كان تأثير ذلك الحدث العلمي على أفراد جيلي وقتَ حدوثه، ذلك الحدث الفريد على مستوى التاريخ و اثره بين عموم البشرية. و لكن ساهم مدرسٌ كفء مصري في تثبيته في ذهني و أذهان زملائي و نحن في صفوف الدراسة؛ فبدأ أستاذ الأدب (محمد عبدالوهاب الجَرْف) الدرس ذلك الصباح بتنبيهنا في أسلوب هادئ رزين و ببطء متعمد، فبيّن المدرسُ أهمية و تاريخية ذلك الحدث في المكان والزمان؛ و نبّه الى أثره على مستقبل الأبحاث و المعرفة، و على الكون بكامله. و بالطبع، أصبح الرائد يوري قاقارين بطلاً قومياً، روسياُ و سوفيتياً..بل على مستوى البشرية جمعاء، و خاصة في مجالات المجهودات الإنسانية في العلوم و التقنية..و في التقدم العالمي بعامة. ويحسُن تذكيرُ شبابنا بانجازه و انجازات أمثاله. فلقد كان(يوري)شاباً مجداُ مجتهداً، مثابراً، نموذجاً. و لعل شباب اليوم، عماد المستقبل.. يطَّلعون و لو على موجز الموجز عنه و أمثاله، و لو بنقرة على الانترنت، مثل القوقل المتوافر حالياُ في متناولهم؛ بل وبجوار اصابعهم على عدد من اصناف الهواتف الجَوّالة؛ و ذلك إضافة الى إم كان اطّلاعهم في مواطن المعلومات و مراكز البحوث..بل في أي مكتبة عامة. لقد سبّب قيام يوري قاقارين بذلك الحدث المثير هزة فكرية و تقنيةعميقتين على عموم شعوب العالم. كانت أمريكا اول من تأثر بتلك الرحلة الفريدة، فسارع رئيسها جان كنيدي الى إلقاء خطاب تاريخي وعدَ فيه امريكا و العالم بأنها ستعمل الجهات المتخصصة بالعمل على ابتعاث إنسان الى القمر..و العودة منه الى الأرض..و ذلك قبل نهاية ذلك العقد من الزمان. ولقد حصل ذلك و تمّ فعلا؛ فلقد أرسلت أمريكا أولَ إنسان إلى الفضاء؛ و وطأت قدما السيد (نيل ارمسترونق) سطح القمر في 21من أبريل، 1969م. او في كلتا الحالتين..الروسية و الأمريكية مثلٌ واضحٌ لشبابنا..و اشارةالى دور المثابرة من ناحية المتدربين، و اهتمام المدربين القائمين عليهم..من ناحية كما في المثال هنا؛ و في دور القادة حينما يوجهون الجهود و الآمال الوطنية نحو سماواتٍ عُلا..و أهداف أسمَى.