يعاني الناشر العربي بكل أسف أزمة قارئ عربي ! هذه حقيقة مريرة ، وواقع مشهود ! ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام : هل فرسان النشر "العرب" قدموا ما يخدم المؤلفين الذين اضاعوا وقتهم الثمين ، وراحة بالهم ، وصحتهم في سبيل ان يقدموا مؤلفات "كتب" شامخة تسد ثغرات في المكتبة العربية والاسلامية، وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والاعلامية. فهؤلاء الفرسان - بكل اسف - يبتزون المؤلفين ويبخسون حقوقهم ويضيعون اوقاتهم في استلام ايراداتهم لدرجة يشعرونهم كأنهم يتسولون لديهم، والا يطالبون بحقوقهم ، وهناك من الناشرين انفسهم من يطالب، وباصرار في دفع كامل تكلفة الكتاب اولاً حتى يتم طباعته ، وعليه حتى لو كان مؤلفاته مطلوبة في دور العلم والمعرفة ومراكز البحوث والمعلومات والهيئات العلمية لا يعطونه "الايراد" أولاً بأول ، وانما يطالبون ان تتم المحاسبة بعد أن نفاد الكمية بالكامل! يرضخ "المؤلف" على مضضٍ على هذا الاجراء التعسفي لانه لا يملك من الامر شيئا سوى الصبر والاستعانة برب العباد في ظل غياب الانظمة وأجهزة الرقابة والتحقيق والتأديب التي تفرض عليه باستيفاء حقوق المؤلف أولاً بأول. كما أن الناشر العربي لم يقدم ما يخدم الكتاب العربي من دعاية واعلان في حين تنغمس دور الكتب الكبيرة في الترويج - بكل اسف - للكتاب الاجنبي والمترجم ، رغم ان اغلب ما تروج له لايستحق الاهتمام سواء في محتواه أو اسلوبه اولغته أو لدى القارئ او المثقف العربي. كما انهم يبتزون المؤلف العربي ابتزازا لايجاري المؤلف الاجنبي ، فيصرون على أخذ نسبة 50% من ربح الكتاب في حين يتهافتون في سداد كامل قيمة الكتاب، وبنسبة لا تتجاوز عن "10% إلى 15%! ومقولة وجود : أزمة ناشر عربي! مقولة صحيحة مئة بالمائة لان أغلب الناشرين العرب يبحثون - بكل اسف- ما يملأ جيوبهم بإيرادات كتب المؤلفين العرب الجادة إذ أغلبهم لا يحرص على وضع تسعيرة على الكتاب من الخلف - كما تحرص دور النشر الاجنبية - وانما يتركها الناشر العربي على مزاج البائع، فإذا لاحظ ان "الكتاب" يباع بصفة مستمرة رفع السعر دون علم المؤلف! وأما اذا لاحظ أن "المباع" بين بين اتصل بالمؤلف - عادة العاملين واحيانا اصحاب دور النشر - ان يخفض من قيمة الكتاب الى النصف في حين يتمسك ببيعه بالسعر الاول ! وهو السعر الاعلى غير المتفق عليه مع المؤلف. واذا وجد ان بيعه ثقيل - لاحركة - خاصة عندما يضع سعراً مزاجياً عالياً يطلب بسحبه لان هناك كتاباً اخر يتفق في العنوان ويختلف في محتواه، ولكن مؤلفه طبع كمية كبيرة، فسعره اقل أو ان هناك مبلغا مقطوعاً يتقاضه من المؤلف مباشرة دون علم صاحب دار النشر، فيضع الكتاب في مكان بارز ، ويروج له ! ألم يحن الوقت لكي تتدخل الجهة المعنية بالرقابة على دور النشر ان توقف التلاعب الحاصل في هذه الدور، وعلى وجه الخصوص على المؤلف السعودي الذي اصبح يضخعون لامزجة العاملين في هذه الدور الذين يبرزون الكتب الواردة من بلدانهم، ويضعونها في اماكن بارزة على الرغم من ان اسعارها مرتفعة، وجودة طباعتها غير مناسبة في حين يطالبون المؤلفين السعوديين بسحبها بحجة ان حركتها بطيئة !؟