لابد ان تعيد وزارة الصحة مراجعة متطلبات الكادر الطبي بالنسبة للمستوصفات والمجمعات الطبية الخاصة لان النظام المعمول به منذ زمن يشترط وجود اطباء استشاريين في كل تخصص وهو طلب كان وجيهاً قبل عشر سنوات ولكن المتغيرات الحديثة جعلت ايجاد الاستتشاري أمراً شديد الصعوبة ان لم يكن مستحيلا ذلك ان تعريف الاستشاري بعد اعتماد تصنيف الهيئة السعودية للتخصصات لا يعني من يحمل الدكتوراه أو الزمالة كما كان في السابق بل إن هناك متطلبات اخرى يصعب على كثير من حملة الشهادات العليا استيفاؤها إلا بعد عدة سنوات وقد ذكر لي بعض اصحاب المستوصفات والعيادات المجمعة الخاصة من المواطنين السعوديين ان مشكلة الطبيب الاستشاري مشكلة تؤرقهم خصوصا وانهم يعتبرون انفسهم مراكز علاج اولية او متوسطة وليسوا مستشفيات كبرى ولا مستشفيات تخصصيه وذكروا لي ايضا بأنه مع زيادة الطلب على الكوادر الطبية عل مستوى العالم اصبح من الصعب الحصول حاليا حتى على حملة الدبلوم والماجستير من الاخصائيين وزادت المشكلة ايضا بارتفاع مداخيل الاطباء في بلدانهم بما يزيد على مايمكن ان تقدمه لهم المستوصفات والمجمعات الخاصة بالمملكة اما مسألة استقدام الاستشاري وراتبه المرتفع فقد اصبح من اكبر المشاكل وقد ذكروا لي ايضا بأن تضاعف رواتب الاطباء والممرضين وارتفاع اسعار المستهلكات والادوات الطبية جعل هامش ربحهم يقترب من الخسارة مع عظم المسؤولية التي يتحملونها وتوفر الاستثمارات الاخرى السهلة ذات العوائد المرتفعة وعندما حاججتهم بأن الطلبات لازالت تتوارد لفتح المجمعات والمستوصفات الخاصة اجابوا بأن هذه الطلبات لمستثمرين لديهم سيولة لكنهم لايلبثون ان ينسحبوا سريعا من الاستثمار الصحي عند مواجهة الخسائر والمسؤوليات. وانا اوافق المواطنين اصحاب المجمعات والمستوصفات الخاصة على مشاركتهم الهامة في مجال الخدمات الصحية ببلادنا كما اعتقد أن توقف اي مستوصف او مجمع طبي خاص سينعكس سلبا وبشكل كبير على مستوى الخدمات الصحية في بلدنا خصوصا ونحن نعيش عصر التأمين الصحي الذي ضاعف اعداد المراجعين مئات المرات. بل إنني مقتنع بأن هذه المستوصفات والمجمعات الطبية الخاصة تقدم الى جانب مستشفياتنا الحكومية والخاصة خدمات ممتازة تتوفر بسهولة وبسرعة مما جعل الخدمات الصحية في بلدنا سواءً الحكومية أو الخاصة في افضل المستويات العالمية و لانريد ان نفقد بسبب ندرة الاستشاريين وضخامة رواتبهم هذه الميزة المهمة مع اعتقادي الشخصي بأن بعض الاخصائيين بمستوى بعض الاستشاريين. وانا اوافق المواطنين السعوديين اصحاب المجمعات والمستوصفات الخاصة بأنه لا تجب معاملتهم معاملة المستشفيات حيث انهم اقرب الى مراكز العناية الصحية الاولية ولهذا فإنني أتمنى ان نعمل ما نستطيع لكي تبقى هذه المجمعات والمستوصفات الخاصة قائمة بدورها الهام واهم ما نستطيع ان نقدمه لهم الآن وبسرعة هو الاكتفاء في منشآتهم بالاطباء الاخصائيين ولكن يتوجب عليهم ان يحرصوا على سمعتهم وأن يوفروا اعلى مستويات الجودة والكفاءة.