اعلانات الوظائف الكثيرة للاطباء والممرضات تعكس وجود نقص عام في الكادر الصحي واساس المشكلة ارتفاع مستوى المعيشة في البلدان الخارجية، وتوفر الوف الوظائف بها للاطباء والممرضين وبمرتبات قد تكون أكثر من ما يتحصلون عليه عندنا. والمشكلة عالمية ففي أمريكا وحدها توجد نصف مليون وظيفة تمريض شاغرة وتقول تقارير سعودية اننا نحتاج الى حوالي تسعمائة ألف ممرضة، ما قد تتوقف الدول المصدرة للممرضات مثل الفلبين عن ارسال الممرضات بعد ان تسبب نقص الكادر الصحي في غلق مائة مستشفى فلبيني في السنوات الخمس الماضية. والقطاع الطبي الخاص يعاني ايضاً من مشاكل اخرى، مثل ارتفاع تكاليف المستهلكات الطبية، وايجارات المباني سواء للمنشأة الطبية او لسكن الموظفين، وصعوبة الحصول على الاستحقاقات من شركات التأمين، اضافة لتعدد الجهات الرقابية والتنظيمية، وقد اضطرت بعض المستوصفات الى التوقف بسبب عجزها عن تسديد رواتب موظفيها وعدم القدرة على توفير الاطباء والممرضات. واذا لم نسارع الى دراسة المشكلة ومواكبة المتغيرات الكثيرة في السنوات العشر الاخيرة فإن كثيرا من المنشآت الصحية ستتوقف عن العمل وسيتجه ملاكها الى الاستثمارات السهلة، في العقار والتجارة العامة، وتلك مشكلة لأن الخدمات الصحية الخاصة جزء اساسي من منظومة الخدمات الصحية في بلدنا، وللأسف فإن الكثيرين لا يعرفون ان هذه المستوصفات والمجمعات الطبية، تقدم خدمات ممتازة ورخيصة، ولن يعرف هذه الحقيقة، الا من تضطره الظروف لمراجعة المنشآت الطبية الخاصة خارج المملكة العربية السعودية. وفي نظري اننا نستطيع ان نخفف من آثار المشكلة بالاستفادة الكاملة من كفاءتنا الطبية السعودية فنحتاج الى السماح الفوري للاطباء السعوديين في القطاع الحكومي بالعمل في المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة خارج الدوام الحكومي، وهذا سيفيدنا في شيئين الاول انه سيضمن بقاء هؤلاء الاطباء في المستشفيات الحكومية وثانيها انه سيقلل الطلب على استقدام الاطباء من الخارج، ولكننا نحتاج الى تنظيم هذا الامر، باعطاء الطبيب السعودي تصريحاً لمزاولة المهنة في منشأة طبية واحدة يختارها ولمدة سنتين، ويعتبر العمل بدون هذا التصريح، مخالفة للنظام مسؤولة عنه المنشأة الصحية الخاصة. اما بالنسبة لنقص الممرضات فعلينا ان نخصص العدد المتوفر من الممرضات المؤهلات لغرف العمليات والعناية المركزة وعنابر تنويم المرضى اما العيادات الخارجية والمستوصفات فنستعين فيها بألوف من الفتيات السعوديات والمقيمات الباحثات عن عمل واللاتي يمكن أن يقمن بوظيفة المساعدة الصحية، وبذلك نكون قد أوجدنا وظائف لعشرات الألوف من الفتيات واستغنينا عن استقدام ألوف الممرضات وما علينا ان نفعله هو تعديل اشتراطات الكادر الصحي للمنشآت الخاصة بما يتناسب مع الظروف الحالية وبما يسمح لهذه المنشآت بالاستمرار .