لا خلاف على أهمية الاستراتيجية العربية العظمى كقاعدة لقيام أمن قومي عربي، ولو بقيت كل وسائل الإعلام تتحدث عن الأمن القومي العربي الى ما لا نهاية، فإن ذلك لن يغير شيئاً من واقع هذا الأمن وإنما يبدأ هذا الواقع بالتغير وهذا الأمن بالتحقق مع البدء بأخذ أولى الخطوات العملية بهذا الخصوص. قد يكون من الصعب في الوقت الراهن القفز لتنظيم جيش عربي موحد أو قوات عربية مشتركة لأسباب كثيرة منها الدولي والإقليمي ومنها الوطني الخاص، والتي تمنع بمجملها قيام جيش أو قوات عربية مشتركة، إلا أنه رغم ذلك، تبقى هنالك إمكانية أخذ خطوة أو خطوات أولية تضع الأمن القومي العربي على مساره الصحيح ولو بالتدريج. ولتجاوز معوقات البيئة الاستراتيجية، فإننا ننصح بالاكتفاء ببناء قيادة هيكلية لديها العدد المحدود من القوى البشرية، واعطائها الفسحة الكافية من الوقت لبناء نفسها والتحضير لواجباتها مما يعطيها فرصة أكبر للنجاح، ولنعمل على ترجمة مفهوم الأمن القومي العربي إلى واقع ملموس وإلى واجبات وأهداف محددة، وتقديم توصيات واقعية قابلة للتحقيق إلى الزعماء العرب ومتابعة تنفيذها بعد اقرارها. ويمكن تلخيص هذه الواجبات بعدد من النقاط نذكر منها ما يلي: 1 دراسة واقع الأمن القومي العربي من الناحية العسكرية، ووضع التحاليل الاستراتيجية لمسرح العمليات العربي، وتقديرات الموقف الاستراتيجي الخاصة به، مع اعتبار وجود القوى العربية المسلحة الراهنة. 2 وضع تصورات واقعية لأشكال التعاون العربي ووسائل تحقيقها بناء على المعطيات الراهنة. 3 وضع تصور واقعي لطبيعة التهديدات المؤكدة والمحتملة التي يتعرض لها الوطن العربي ومصادر هذه التهديدات وسبل مواجهتها. 4 وضع خطط استراتيجية لعمليات قابلة للتطبيق لمواجهة التهديدات المؤكدة والمحتملة، كلا على حدة، وفي كافة انحاء المسرح العربي. 5 وضع تصور لخطط الحشد الاستراتيجي أثناء الأزمات قابلة للتطبيق ومقبولة لجميع الدول العربية. 6 وضع تصورات لدمج النار والمناورة واتجاهات الحركة الاستراتيجية. 7 وضع تصور وتوصيات لآفاق التعاون الاقليمي والدولي فيما يخص الأمن القومي العربي من وجهة نظر عسكرية. 8 وضع التقديرات حول الكلفة المالية والاحتياجات التمويلية. 9 تصور كيفية إعداد وتدريب وتأهيل وثبات القوة العربية المشتركة. 10 قيادة هيكلة صغيرة، ويخطو الأمن القومي العربي خطوة كبيرة للأمام. مدير عام وزارة التخطيط/ متقاعد فاكس: 6658393