الحوار مع العقل أو الذات تعني المعرفة تحصيلاً وفهماً وثقافة مع البحث عن سبل بث روح التنافس من أجل المزيد من التشجيع على (القراءة) الحرة لرفع الوعي المعرفي والثقافي والانفتاح على ثقافة وتجارب الآخرين من خلال القراءة التي تخلق مع الوقت روح الابداع، وتشجع على المزيد من القراءة، فعندما يستعرض (القارئ) ذاته كتاباً واحداً يعني باختصار بأنه استخدم الأداة الوصفية من إدارات البحث العلمي. وأما إذا ذكر ما اعجبه! وما لم يعجبه في الكتاب وأهم ما اثاره من افكار، فيعني انه استخدم أداة التحليل. وأفضل حوار مع العقل أن تغرس في سنوات مبكرة غزيرة القراءة التي لن تجدي نفعاً إذا لم يعد الابوان الأب والأم معاً ابناءهما ذكوراً وإناثاً على القراءة الجادة عن طريق استقطاع وقت كافٍ من أجل خلق وعي ذاتي بأهمية القراءة في الحياة، فهي تضيف معلومات وأحداث واحصاءات تمني المعرفة الشخصية، وتفتح لها آفاق معرفية واسعة. ثم يأتي دور المعلم والمعرفة (المدرسة، المعهد، الكلية، الجامعة) التي يفترض من المعلم والمعلمة ان تحبب القراءة، وحب الاطلاع، والبحث عن المعلومة في مصادرها الأساسية إلى نفوسهم عن طريق تخصيص أوقات (حصص) على مدار الأسبوع لا سيما في بداية اليوم المدرسي بتردد الطلاب والطالبات على المكتبات في داخل المدرسة أو خارجها. وعلى وزارتي التربية والتعليم العالي اقرار مادة المكتبة، كيفية البحث عن الكتاب في المكتبات سواء بعنوان الكتاب أو باسم المؤلف، ومادة البحث العلمي التي تعطي فكرة كاملة عن كيفية إعداد بحث مختصر أو مطول عن موضوع من موضوعات الساعة، أو قضية من القضايا التي تهم العرب والمسلمين في أنحاء العالم، أو وضع لحلول بعض المشكلات المتعلقة بالتربية والتعليم، أو المسائل الخاصة بالفرد والأسرة والمجتمع. وباختصار شديد أن الحوار مع العقل أجدى وأنفع وأقوى في خلق مجتمع معرفي قارئ عن طريق الدعم والتشجيع والتركيز على نشر المكتسبات العامة في الأحياء، فلا يعقل إطلاقاً لا يوجد حتى اليوم مكتسبات عامة في المدن أو القرى أو الهجر. فهل تبادر وزارة الثقافة والإعلام في وضع خطة فاعلة بفتح مكتبة في كل حي من أحياء المدن الكبرى مجهزة بالكامل من كتب وموسوعات ومعاجم وأجهزة فيديو وكمبيوتر!؟.