.. تنشأ المدارس الأهلية بهدف تسهيل العملية التعليمية لمن لا يرغب أو لا يجد مكاناً في مدارس التعليم العام الحكومي، وتضع مناهج فيها الكثير من الإغراءات من تعليم اللغة الإنجليزية والكمبيوتر ونشاطات منهجية تحفز أولياء الأمور على إدخال أبنائهم فيها دون التفكير في الرسوم التي تبدو معقولة في البداية ثم تبدأ بالزيادة رويداً رويداً بدون إشعار أولياء الأمور مسبقاً بهذه الزيادات.. هذه الزيادات لا تستثنى منها حتى أجور النقل وبعد أن تبدأ الدراسة بفترة غير قابلة للتغيير تأتي المطالبات لأولياء الأمور فلا يملكون إلا التسليم!! ..تمر السنين ويكبر حلم الآباء بأن أبناءهم يمكنهم تحدث اللغة الانجليزية وإجادة الحاسب مع أن هذا الجيل محترف حاسب ونت من غير تعليم.. يكتشف الآباء أن اللغة ذهبت مع الريح إذ إنهم لا يدرسون في المرحلة الابتدائية سوى كتاب واحد معهم طوال سنوات الدراسة الست والتي يتخرجون منها ب " قود مورنينق وماي نيم إز خايب"!! .. هذا في المرحلة الابتدائية وهي مرحلة تقييم لا يوجد فيها اختبار تحريري، وتسأل الطالب عن مسألة ما في منهجه وقد أخذ درسها وحل فيها الواجبات وحصل على كثير من الشكر والمديح والنجمات من المدرسين فتصدم حين يتأتي ويتلكأ ويتمتم ثم لا يجيب أو يجيب بلا أدري!! .. يمرر أولياء أمور الطلاب هذه المرحلة متأملين في أن يكون قادم الدراسة في المراحل التالية أكثر جدية وتحصيلاً واهتماماً من قبل المدرسين، ويتجدد فرح أولياء الأمور حين يطلع على دفاتر الواجبات ومعظم أولياء الأمور بكل أسف لا وقت لديه.. بل أكاد أقول لا يوجد اهتمام لدى كثير من أولياء الأمور لمناقشة أبنائهم إن كانوا من الذين يفهمون.. أما الذي لا يفهم فلا حرج عليه!! .. يتخرج الطالب من الثانوية العامة بتقدير ممتاز وبنسبه تصل إلى100% وإبراءً للذمة تنقص بعض النسب إلى مادون ذلك لكن الغالب الأعم هم فئة الامتياز، أما الطالب الكحيان.. أي اللعاب الذي يغيب ولا يحضر ولا يشارك فتعتمد نسبة نجاحه على أخلاقه إن كان من ذوي الأدب الجم أو ممن يقدمون بعض الخدمات فسينجح بنسبة تؤهله الدخول إلى الجامعة إذا وفق في امتحانات القدرات والتحصيلي، والكثير من الناس يقولون عن هذين الاختبارين أن النجاح فيهما يلعب الحظ فيه دوراً كبيراً! .. لكن هذا التفوق المزعوم ينكشف حين يبدأ في دراسة السنة التحضيرية في الجامعات حسب التخصصات التي يقبل فيها الطالب، إذ يصبح الطالب في حالة ذهول لا ينفك منها إلا بعد مرور سنة.. سنتين.. ثلاث.. وبعضهم يصل إلى أربع سنوات يقضيها في السنة التحضيرية ولست أدري كيف يبقى كل هذا الوقت في الجامعة؟! الأسبوع القادم نُكمل بإذن الله.