بحثت عن عنوان يعبر عن ما يعيشه النظام السياسي الإيراني في هذه الأيام فلم أجد أصدق من عنوان هذا المقال ولولا خشيت الإطالة في العنوان وهو أمر غير محمود عند الكتاب لجعلته: (وهم العظمة وصدق العداوة وحب التخريب). ما رأيك لو أن شخصاً حاول أن يتدخل في نظامك الأسري ويحرض أولادك على مخالفة ما فيه منفعة للأسرة عموماً ،ولا يترك هذا الشخص فرصة إلا وعاود التدخل وحرض من لا يحب التقيد بنظام الأسرة من الأولاد. والعقلاء يتساءلون عن الدافع الحقيقي لتدخل هذا الشخص الغريب مع إجماعهم على أن مصلحة ولدك في التعاون معك والتقيد بنظام الأسرة. إن ما تفعله إيران من التدخل في الشأن البحريني هو بالضبط مثل تدخل شخص غريب في شأن أسرة أخرى إلا أنه أشد منه ضرراً وأكثر منه انتهاكاً للحقوق. البحرين دولة لها السيادة الكاملة على أراضيها والحرية المطلقة في التصرف في شؤونها الداخلية وفق الأعراف والقوانين الدولية. وتعاون دول مجلس التعاون الخليجي في توفير الأمن للشعب البحريني والمؤسسات الخدمية والمدنية وفق معاهدات معترف بها من المنظمات الدولية لا يعتبر لعب بالنار. بل هو أخذ على يد من يلعب بالنار وهو بعيد عنها ظناً منه أنه في مكان لا يمكن أن يصله شرر هذه النار. والمعطيات تؤكد أن الدافع للمنظمة السياسية الإيرانية في هذه التصرفات هو وهم العظمة الذي تعيشه في نفسها وصدق العداوة للدول الخليجية وحب التخريب الذي يسعى إلى الهدم والدمار وليس ما وقع بالعراق الحبيبة بأيد إيرانية عنا ببعيد. عموماً إذا كانت الحكومة الإيرانية مهتمة بالحقوق المدنية للمواطنين في المنطقة فلتطبق ذلك فعلياً على مواطنيها ؛فالعالم أجمع يرى مقدار الحرج الواقع على المواطن الإيراني.