ما تقدمه قناة العالم الممولة إيرانياً ، يفتقد إلى أدنى المعايير المهنية، قناة بدأت اللعب مبكراً على تأجيج الصراع الطائفي في المنطقة واستغلت الأحداث الأخيرة في مملكة البحرين لتصفي حساباتها مع السعودية تحديداً ، تصفية حساب سياسية تتخذ بعدا شعبياً بالوقوف مع رغبة الشعوب العربية بالحرية والعدالة والتغيير . قناة العالم أصبحت لا تقدم خبرا إعلامياً بل تقدم ما يخدم موقفها في محاولة تشويه الصورة السعودية بالتعليق والتقرير والمشهد البصري، بارتكاب أخطاء مهنية شنيعة لكنها تعتمد على الموقف العاطفي للمشاهد العربي ، والموقف الشعبي للجمهور بإزاحة معيار المصداقية وتعبئة العبارات وشحنها عاطفياً ، رغم عدم توافق المشهد مع التعليق . حين تعرض القناة مشهدا لقوات بحرينية ( اللباس العسكري البحريني ) توقف سيارة ويقوم أحد الجنود بالاعتداء على راكب السيارة ويعلق مقدم التقرير أو معلق الحدث بالإضافة إلى الشريط الإخباري بأن ما يحدث تقوم به القوات السعودية ضد مواطن أعزل ليتم شحن المشاهد بخبر كاذب! ماهو الهدف من ذلك ؟ حين يتم عرض مجموعة من السيارات العسكرية البحرينية تدخل أحد الشوارع وتشتبك مع مجموعة من المتجمهرين ويتم التعليق على أن القوات السعودية تعتدي على المواطنين ، يحدث ذلك من قناة العالم بهدف ماذا ولصالح من ؟ المصداقية ليست معياراً للحدث في الأحداث الراهنة على الأرض البحرينية خصوصاً وأن هناك أمورا لا تزال ملتبسة للكثير من مواطني دول مجلس التعاون ومدبري قناة العالم يعرفون ذلك، والمشاهد يبحث عن تغطيات مباشرة بغض النظر عن كمية المعلومات أو صدقها إذ تتحول المباشرة وسرعة النقل والتغطية اللحظية هي معيار الأولية بغض النظر عن المعلومات التي يتم تحليلها لاحقاً من خلال أكثر من مصدر . قناة العالم تعرف من يتابعها وتستهدف جمهوراً محدداً استطاعت صناعته بذكاء طائفي لا ذكاء سياسي ، ويتم تغذيتها من داخل أجهزة الأمن الإيرانية من أجل المصالح الإيرانية في المنطقة ، وبالتالي فإن تأجيج الوضع في منطقة الخليج بكاملها هو احدى مهماتها الرئيسية تحت العنوان العريض الثورة وحرية الشعوب والعدالة ولا للطائفية والفرقة و .. و الخ. بمعنى أن هذه الشعارات أصبحت صالحة جداً لصناعة تغيير حسب المقاس الإيراني لا حسب رغبة الشعوب الخليجية ، بالرغم من أن الأقليات في منطقة الخليج لديها مطالبها العادلة بكل تأكيد مثلما لدى كل مواطن خليجي مطالبه تجاه نظامه السياسي من اجل الحرية والعدالة. هذه شروط المرحلة للحياة الكريمة وشعوب دول مجلس التعاون قادرة على صناعة التغيير والتحركات السلمية وأجزم أن دولة مثل مملكة البحرين بادرت من خلال أعلى سلطة للحوار حول المطالب الشعبية وفتحت الأبواب ، وكل الدول الأخرى تتحرك باتجاهات ضمان مستقبل مستقر لشعوبها. لا أحد ينكر بطء استجابات بعض الدول ولا أحد ينكر الرغبة الشعبية للإصلاح وإطلاق الحريات وهو مطلب مهم وضروري ويجب العمل عليه من كل الدول العربية، لكن أن يتم توجيه سلاح الإعلام لضرب المنطقة طائفياً وخلق فرقة وعداوة وصلت في مراحلها الأخيرة إلى القتل بين الإخوة في بلد لم يشهد من قبل مثل هذه العداوات سوى بأدوات إيرانية الصنع وتزوير الأحداث لإثارة الفتنة والعداوة بين الأهل في الخليج فهو ما لا يقل وصفه بالجريمة السياسية التي لم يكف النظام الإيراني عن استخدامها وهو الذي ارتكب كل الجرائم ضد مواطنيه المطالبين بالإصلاح والتغيير. [email protected]