الحدث جلل والفقد عظيم والحزن أكبر من الكلمات لكنها إرادة الله سبحانه وتعالى فله ما أعطى وله ما أخذ، وهذه سنة الحياة والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، لقد بكت القلوب قبل أن تسيل الدموع، كيف لا نبكي وقد فقدنا أعظم رجل، كيف لا نبكي وقد فقدت الأمة أحد أركانها، كيف لا نبكي على رجل عظيم حياته مليئة بالخير والعطاء، حمل أمانة الإسلام بكل تعاليمه وأخلاقه الإسلامية، كان رحمه الله وجهاً مضيئاً باسماً كريماً سخياً بما له وجاهة، حليماً في غضبه، متسامحاً في تعامله، صبوراً على مرضه. رجل سياسي وإداري واجتماعي وإنساني واقتصادي وأب وأخ وكل شي بالنسبة لكل شخص. كم تمنيت أن أصافح وأُقبِّل يده ولكن لم تشأ الظروف ولم يرض من هو دون، لا أدري كيف أرثيك يا سيدي والقلوب والعيون غالبها الدمع لفراقك، وإنا على فراقك يا سلطان لمحزونون، رحمك الله يا أبا خالد كما رحمت الأطفال، وعفا عنك وأعتقك من النار كما أعتقت الرقاب من حد السيوف، ووسع لك في قبرك كما وسعت على كل محتاج وفقير، وآنسك في قبرك كما آنست اليتامى والمساكين، وأسكنك جنات الخلد بجوار المصطفى الأمين.