أناديكِ - سيدة زماني - أنا الطالع في شجرة الوحدة يتماً .. وانكساراً.. ** أناديكِ يا مجد هواي الذي انتفض ليكون منارة للأشواق الجميلة.. وزهرة ياسمين في صدر الليالي المورقة بعينك الوطن .. ** أنتِ التي نهضتِ في شراييني .. وضعتِ لي شفة أهمس بها لأناجيكِ!! .. ما لمست صوتك إلا وأرتقى بي إلى أعلى لاشهد النجوم وهي تزفكِ قمراً لايغيب .. .. أحتد أبداً في تضاعيف الشوق .. وأنهض مفزوعاً بحرماني .. فألجأ إلى الأحلام حتى ترشيني بعطركِ .. وهمسكِ وابتسامتك. .. اعتدت عليكِ أبداً .. أراكِ في كل واجهات المنازل .. وأقرؤكِ في كل اللافتات .. وأرى وجهك في كل القناديل .. مزروعة اصابعك في حبات المطر .. مال مست جبهتي إلا وأضاءت بالفرح ..!! .. من أنتِ .. ومن أين جئتِ .. كيف تسللت إلى دمي فتوحدتِ معه ..واصبحتِ هذا النفس الطالع مني!! .. حاولت الهرب منكِ .. ما مشيت في طريق الا وقادني إليكِ .. ماقصدت مدينة إلا وكنتِ فيها .. أنتِ كل الدروب .. والمدن .. والازمان .. أنتِ هذه الحياة من ألفها إلى يائها .. أنتِ حياتي التي لا أهرب منها إلا إليها.. .. تعالي .. تعالي أيتها المليحة .. دعيني اتصاعد إلى عينيكِ لأروي ظمأ قلبي.. .. دعيني ألمس يديك لأمتلك جناحين أطير بهما اليك!! .. دعيني أتهجى ابتسامتك لأتعلم ابجدية حسنكِ .. هذا الذي ينمو .. ويكبر ..ويترعرع.. حتى أشعر بالاختناق . .. تعالي نروي للزمان حكايتنا .. ونقول له كل الذي كان .. وكل الذي نتمنى أن يكون .. لا بأس .. ستطول الحكاية.. وسيغفو الزمان .. وسينفض كل الناس .. ولن يبقى سوانا !! .. أفتحي شراع الذكرى .. سترين كيف تواري كل العاشقين .. وبقينا نحن نُعلم الصبر كيف يصبر!! .. أنا .. وأنتِ - سيدة زماني- كل هذا الزمان والمكان .. أجيئكِ اليوم أنقيكِ من القسوة لتكوني أحلى .. ياسيدة الحنان.. .. بدأ عمري .. يوم عرفتكِ .. حين خرجت من عينيكِ آهة مكلومة وضللت طريق عودتي فبدأت قصة شوقي وعذابي .. .. أسالكِ سيدة زماني .. ألا تطيلي الرحيلا .. أسألكِ مرفأ لهذا الوجد واللهيب .. وتذكري أبداً أنكِ الحضن .. والوطن.. نجوى انتظر المساء ليطل وجهكِ القمر.. فيبدأ حواري مع عينيكِ ولهفة عشقي لصفائهما!! حلم كلما داهمتني الأحلام انشطرت انتظاراتي فكان نصفها الأول صعباً.. ونصفها الثاني أصعب!! هتاف يا كل الحنان الساكن أضلعي.. ويا كل الأحلام التي تدميني بالحنين.. أليس لهذا الحب من آخر!! في الصميم إذا أصاب التخثر حمأة الانطلاقة صوب الشمس فإن الصمت هو المحصلة الدامية!! للهتاف حوار * قال: ظللت أحفل بالرواء.. وأفيض بهتافات الأشواق.. كنت أبداً حارسة القمر التي يملأ النور قلبها وأخلعها فلماذا تريدني ان أخطو نحو الحرمان؟! ** قلت: لأن الحرمان هو بوصلة الشعور بالحب.. وهو الامتلاء الذي لا جفاف بعده.. وكلما أدمانا الحرمان.. كلما مضينا صوب الشمس نستمتع بالدفء.. وننعم بالحبور.. * قالت: أعرف انك ابداً تحب ان تمضي صوب اللهب.. والتحدي هو عشقك الأكبر.. لقد قلت لي يوماً: هذا الحب لا يكبر إلا بالزلزال والقصف والنوى!! ** قلت: صحيح.. فأنا لا أحب ان ارتوي إلا بعد ان يدميني العطش.. وأشعر بفرار الروح وهي تحلم بالرواء. * قلت: حسبت أنك تعبت.. لكني اليوم أعرف بأنك تزداد حريقاً.. وناراً.. كلما ازددت حباً.. وهياماً!! ** قلت: إذاً.. تعالي معي الى مدينة الحرمان حتى تزدهي بالحب الصعب!! الحرمان.. والأحلام ظللت أبداً.. أنا وشجرة الحرمان.. وجهين لعملة واحدة. معا دائماً نفصل ثوباً لكل حكاية.. غشقة.. لكل عطر.. خاتمة لكل رواية. جربت كل الألوان.. الأحمر.. والأخضر.. والأصفر.. وعدت إلى رحابة اللون الأبيض لأكتب عليه قصة شوقي لكِ أنتِ يا سيدة زماني. حاولت أن أفتح ملايين الطرقات لاجيء إليك.. وأشاهد تعابير وجهكِ.. وأتهجى ابتسامتكِ.. وأستمع إلى قصيدة شعركِ الطويل المدجج بالسواد.. وأرتاح على صوتكِ وهو يغزوني من الوريد إلى الوريد!! سأظل أرتقي شجرة الأحلام.. وأتحدى الحرمان الذي يتواصل.. ويتأصل.. لكنه أبداً لا يقدر على أن يطفئ نار الشوق الكبير التي توحد بيننا!! آخر الأحلام قال الشاعر: أنا عارف بأنه ما يهمك شيء من أمري ولا تدرين حتى عن ضنى عمري وحتى ما تبين أخطر على بالكِ لأنكِ قد تصورتي بأنكِ آخر الأحلام وأحلى لحظة في الأيام لا قبلكِ قبل.. ولا بعدكِ!!