شهدت مصر على مدار يومين اصطفاف الملايين من الناخبين من مختلف الأعمار والتوجهات لاختيار الرئيس القادم لأكبر دولة عربية من حيث عدد السكان في مشهد أذهل المراقبين الدوليين الذين حضروا إلى القاهرة لمتابعة العملية الانتخابية التي تجري تحت إشراف قضائي كامل. وقد أبدى العديد من الكتّاب والمثقفين وأصحاب الرأي إعجابهم الشديد بالعرس الديمقراطي الذي تشهده القاهرة معربين عن أملهم في أن تنتقل مصر إلى الجمهورية الثانية وتعود إلى مكانتها العربية التي افتقدها لسنوات طويلة.. في البداية أكد الكاتب والروائي عبده خال أن مصر دولة مهمة في المنطقة واختيار رئيسها ليس مقتصراً على المصرين فحسب بل يعني كل الدول العربية، وقال: الرئيس المصري القادم علينا اقتصاره على التوقعات وفق معطيات البرنامج الانتخابي لكل مرشح وأن لا يكون توقعنا وفق أمنياتنا بينما اعتبر الدكتور سلمان العودة أن العام العربي كله يقف في طوابير طويلة تشبه الطوابير الانتخابية في مصر لمتابعة ما يجري في أرض الكنانة وقال: العالم العربي كله اليوم طوابير ومن لم يكن في الاقتراع فهو مشاهد ينتمي لتلك اللحظة بحماس وأمل. وأضاف: لكل محبي مصر العزيزة أن يتفاءلوا بمستقبل أفضل. وشدد الشاعر والكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي على أن الحديث داخل كافة الأسر العربية من المحيط على الخليج أصبح مقتصراً عن انتخابات مصر مبدياً إعجابه الشديد بالإقبال الكبير من قبل المصريين على التصويت في مراكز الاقتراع. واعتبر الدكتور خالد المصلح تجربة انتخابات مصر حدثاً مفصلياً تاريخياً وقال: مهما تباينت الآراء في هذا وذاك فسيتولى الأصلح الذي يختاره الشعب بتوفيق من الله. عصام الزامل من جانبه أكد أن ما تشهده مصر هو لحظة فارقة مشدداً على أن المصريين يختارون رئيسهم لأول مرة منذ فجر التاريخ. الدستور أولاً أما الناشطة السياسية المصرية أسماء محفوظ فتحدثت عن مخاوفها من انتخاب رئيس بلا صلاحيات في ظل التاخر في وضع دستور جديد لمصر وقال: زي ما قال المجلس العسكري هنشهد انتخابات ملهاش مثيل، هيخلي الشعب يختار شخص يطلق عليه "الرئيس" بدون صلاحيات في دولة بدون ملامح. لا للمقاطعة الكاتب المصري علاء الأسواني انتقد دعوات البعض لمقاطعة الانتخابات وقال: إلى الثوريين المقاطعين لانتخابات الرئاسة. المقاطعة إن لم تكن عامة وشاملة ومؤثرة ستصب في صالح الفلول. كما أن غيابكم يعني فتح الباب للتزوير، وأضاف: المقاطعة الشاملة للانتخابات كان يحب الحشد لها حتى تكون مؤثرة أما المقاطعة الفردية فهي أجمل هدية نقدمها للفلول هم يشترون الأصوات ونحن نبددها. أما المفكر والمحلل العربي الكبير عزمي بشارة فأكد على أن من العملية الانتخابية في مصر، وقبلها في تونس، أحد ثمار ثورات الربيع العربي مبدياً أسفه على تشتت أصوات المصريين بين عدد كبير من المرشحين الثوريين وقال: سوف تثبت النتائج برأيي أنه لو توحد "مرشحو الثورة" خلف مرشح واحد، لحسموا الانتخابات من الجولة الأولى، هكذا يبدو لي منذ الآن. الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام العام الماضي أبدت إعجاباً شديداً بالعرس الديمقراطي في مصر وقالت: حين تلد مصر فإن المولود يكون عملاقاً. الكاتب مهنا الحبيل أكد أن انتخابات الرئاسة تزداد اشتعالاً في مصر بين مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المنشق عن الجماعة، مؤكداً أن هناك تشجيعاً من طرفين انتخابين لحمل الكتلة المترددة للتصويت لصباحي لإسقاط أبو الفتوح. أما الكاتبة بدرية البشر فدعت المصريين للاختيار على أساس البرامج الانتخابية دون النظر لمرجعية المرشحين وقالت: ليبرالي، سلفي، إخواني، علماني، متشدد متحرر طالما أن هذه التصنيفات لا تعيننا على الفهم فلندعها جانباً ونناقش ما تطرحه من مضمون علّنا نفهم.