قال نشطاء ومحللون إن توجه المصريين بمختلف طوائفهم إلى صناديق الاقتراع لاختيار أول رئيس منتخب للجمهورية يعد "رسالة قوية لنظام الرئيس السابق حسني مبارك،" الذي أطيح به من السلطة بعد ثورة شعبية العام الماضي. وأكد سياسيون وحقوقيون لCNN بالعربية، أن "الشعب المصري وجه رسالة ضمنية لنظام مبارك ليعبر من خلالها انه قرر تعويض ما فقده خلال 30 عاما السابقة في ظل حكمه، حيث كان يؤكد أنهم غير مؤهلين لتبعات الديمقراطية بهدف تزوير إرادتهم، وذلك بغض النظر عن الرئيس القادم، أو بعض المأخوذات غير المؤثرة بنتيجة الانتخابات." ودعت الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح، الرئيس السابق مبارك وأعوانه إلى النظر إلى "وعي المواطنين وإقبالهم غير المسبوق لاختيار رئيس الجمهورية حيث كان يروج هو وأتباعه بأن الشعب غير مؤهل للديمقراطية حتى تنتهي الانتخابات بالتزوير دائما لمصلحته فقط وليس لمصلحة الشعب." وأضافت عبد الفتاح أنها "تدعو مبارك أيضا للنظر لما فعله بالشعب المصري طيلة فترة حكمه من ظلم وفساد يصعب التخلص منه بين يوم وليلة، حيث جعل الفقراء وهم قطاعات كبيرة من الشعب المصري لا تفكر إلا في لقمة العيش فقط." وأشارت الناشطة السياسية إلى "إقبال الناخبين بمختلف الطبقات ومنهم البسطاء لاختيار رئيس الجمهورية، وإصرار المصوتين بعدم الإعلان عن مرشحهم فضلا عن تنظيم طوابير لكبار السن، كما اختفت الدعاية الانتخابية من أمام اللجان على الرغم من وجود أنصار بعض المرشحين بأماكن بعيدة." من جهته، قال الناشط الحقوقي نجاد البرعي إن "الانتخابات الرئاسية كانت أكثر تنظيما من الانتخابات البرلمانية لمجلسي الشعب والشورى، حيث لم تشهد انتهاكات حقيقية على الرغم من وجود مخالفات، ولكنها لا تؤثر على النتيجة النهائية في مجملها." وأضاف البرعي أن "نسب الإقبال من المواطنين كانت أقل من انتخابات الشعب بنسبة قليلة بسبب كثرة مرشحي الانتخابات البرلمانية في الدوائر مقارنة بالرئاسة،" مضيفا أن "المقاطعين للانتخابات من الثوار كان عددهم ضئيل للغاية حيث يرون من وجهة نظرهم أن المشاركة بالانتخابات تعطل مسار الثورة." ومضى يقول إن "جميع المواطنين مؤيدون لثورة يناير ولكن تصويت قطاعات منهم لمرشحي النظام السابق مثل عمرو موسى واحمد شفيق يعد وعيا سياسيا أيضا فبعضهم يفضل التصويت لمرشح له خبرة سياسية وعلاقات دولية على مرشح أخر." وقال محمد أبو حامد النائب المستقل بمجلس الشعب: "بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، فإن المشهد الانتخابي بمصر والإقبال على الانتخابات بهذا الشكل يعبر عن أهم نتائج ثورة 25 يناير باسترداد الشعب لحريته وإرادته ما يثبت أن الشعوب أيا كان وضعها يمكنها أن تسترد حريتها إن أرادت ذلك." من جانبه قال أحمد ماهر، منسق حركة 6 ابريل، أن "الحركة دشنت حملة بمختلف دوائر الجمهورية لمراقبة سير العملية الانتخابية، ورصدت مخالفات كثيرة اغلبها كانت تقوم بها حملات المرشحين محمد مرسي وأحمد شفيق، مثل سيارات نقل الناخبين وبعض عمليات البلطجة." وأضاف ماهر أن "كل هذه المخالفات ليست كبيرة ولا تؤثر على نزاهة العملية الانتخابية حيث لم تلحظ الحملة تسويد بطاقات أو أي عمليات تزوير داخل اللجان." وأشار الناشط السياسي إلى أن "الساعات الأخيرة من الانتخابات تشهد تصويتا كثيفا وازدحاما كبيرا باللجان كما لا يمكن التنبؤ بنتيجة الانتخابات حيث قامت الحركة بعمل استطلاعات رأي ووجدت صعودا مفاجئا للمرشح حمدين صباحي يليه أبو الفتوح ومرسي وشفيق وموسى." أما الناشط الحقوقي نجيب جبرائيل، فيرى أن "العملية الانتخابية شهدت تجاوزات خاصة من المنتمين إلى التيارات الإسلامية،" مشيرا إلى أنهم "كانوا يقومون بتضليل البسطاء من كبار السن لصالح مرشح بعينه، كما حدثت تجاوزات من أنصار مرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسي ضد أنصار الفريق احمد شفيق علي حد قوله، فضلا عن الدعاية الانتخابية لهم خرج اللجان." و أضاف الناشط القبطي أن "ما يقال عنها تجاوزات لا تصل لحد الخروقات ولا ترقى إلى الظاهرة،" مشيرا إلى "وجود كتل تصويتية داخل عواصم المدن تذهب إلى المرشح شفيق على الرغم من كونه ينتمي إلى النظام السابق، حيث يخشي المواطنون من سيطرة التيارات الدينية الإسلامية على رئاسة الجمهورية."