تكلمت في مقالي السابق المعنون: (يا مسحبة الجلود) عن نظر الأعداء إلينا وتخطيطهم للإيقاع بنا في وحل الفوضى والمظاهرات وما يتبع ذلك من شرور لا يعلمها إلا الله. وقد تحطمت ولله الحمد آمالهم وتطلعاتهم ودعواتهم على صخرة تسمى (تماسك الشعب السعودي المسلم). كانوا ينتظرون يوم الجمعة وما سيفسر عنه بفارغ الصبر، وما علموا أن الشعب السعودي المسلم الذي ردد في يوم من الأيام: يا وطنا يا وطنا عمت عين الحسود لا تهزك لا زوابع ولا غدر عملاء لم ينس هذا البيت الجميل في يوم الجمعة المباركة أيضاً ؛بل ردده الأطفال قبل الكبار. ومن لم يردده بلسانه فقد ردده في نفسه وبمشاعره وتصرفاته. ولا عجب ولا غرابة ؛فإذا كان حب المملكة قِبلة المسلمين قد سكن قلوب الملايين شرقاً وغرباً، أفلا يتربع هذا الحب على عروش قلوب أبنائها. وإذا كان حب السعوديين لديار المسلمين وأوطانهم شمالاً وجنوباً قد أذهل الناس، أفلا يكون حبهم لوطنهم فوق ذلك كله. وإذا كان أصحاب الدعوة إلى المظاهرات أذكياء فليسوا بأذكى من أبناء الشعب السعودي، وإذا كانوا أغبياء فلسنا بأغبى منهم. وإذا حاولوا أن يصطادوا في الماء العكر جعلناهم يشربون منه ؛وإذا أرادوا أن يجعل الأمن كبش الفداء فدينه بهم. نعم لقد كرر الأعداء محاولتهم وبأساليب مختلفة ووسائل شتى للنيل من المملكة وشعبها ؛فكرر الشعب السعودي ما يغيظ أولئك الأعداء من التماسك والتكاتف والتعاون والتناصح. لقد قالوها بلسان رجل واحد: يا وطنا يا وطنا عمت عين الحسود لا تهزك لا زوابع ولا غدر عملاء ختاماً: أقول لكل أولئك الأدعياء كرروا دعواتكم فسنكرر تماسكنا ونزداد قوة وأُلفة ولُحمة بإذن الله ومهما كررتم سنكرر إن شاء الله ولن تجدوا منا إلا ما يغيظكم والله ولينا من دونكم والحمدلله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً.