كل منا يستعين بالكلمة في شحذ مواهبه محاولاً تصوير أحاسيسه ومحاولاً تبديد كل غموض، وكشف كل ريبة فيسعى من خلال ذلك إلى تفهم ذاته.. متفحصاً تجارب يقف أمامها ملياً.. محترماً أفكاراً وآراءً.. مقتطفاً من كل ذلك ما يراه مناسباً وذا قيمة في نظرة.. وينبذ ما دون ذلك..خواطر وتساؤلات شتى تدور في الذهن حول أولئك الذين لا هم إلا الوقيعة بين الناس. إن المقدر لا بد صائر، عندئذ تموت كل وقيعة وتنزوي وراء ستار كئيب عين كل حاسد، وتتساوى الأفراح وتبقى ايقاعات الحديث جمالاً نتذوق من خلاله أعذب الكلمات.. كلمات نسجت من رؤى الحياة التي ألهمت باسمى الإمكانات الجمالية التي تضفي على الروح الإنسانية الخير والسعادة والقيم ويولد الحب الصادق وتزداد المعرفة بالطبيعة الإنسانية لتفهم مجريات الأمور.. وبالتالي تتعرى دخائل عفاريت البشر.. ففي الحب وسيلة الإنسان لتأكيد ذاتيته المفقودة أمام التشويش والأحقاد، وتتماثل الكلمات بعد إخماد أرومة وبذور الكراهية والتشاؤم، وننعى كل من لا يستذيق أعذب الكلمات. فعندما نكتشف المعنى الحقيقي من الصداقة لابد أن نجد ذلك الصديق الوفي الذي لا تزعزعه الأراجيف ليقف مع صديقه في المحن والأفراح على حد سواء.. أغنية تستعرض نغماتها في اتزان دون أن نختال أو ننزوي بعيداً عن الملمات، أو أن تقرع صافرات الهرب عند المكروهات أو اختباء الوجه حين يطالب بأبسط الخدمات.. إن علينا ألا نترك للأقاويل والأراجيف منفذاً إلى نفوسنا.وألا نهرع إلى مشهد زائف تستعصي عنده الكلمات وننعي حينئذ الصداقة.. فليبس ثمة وقت للتأوه أو للضمادات..فالحياة عجيبة.. والكل يسعى بجهد ولكن شتان بين ساع وساع إن علينا ألا ننسى أننا كنا في يوم نقرع جرس الحب.