أغار بعض هؤلاء في اليوم الثاني من الافتتاح على معرض الكتاب وخلقوا جواً من الفوضى بسوء أخلاقهم وسلوكهم، وأشاعوا الفزع بين زواره كأنهم في غارة حربية على جمهور ارتدوا عن الإسلام ترعاهم دولة كافرة. كان هدف هؤلاء البلطجية منع بيع وشراء بعض الكتب التي يرون أنها تسيء إلى الدين، وتعمل على تحويل من يقرأها من دين الإسلام القويم إلى الكفر به والاشراك بالله سبحانه وتعالى. وكان من أهدافهم في تلك الغارة منع الاختلاط على اعتبار أنه محرم حسب فهمهم السقيم للدين بينما هو قائم ومشهود في المطاف والمسعى والصلاة في الحرم المكي، وموجود في المشافي الصحية في كل أنحاء البلاد. وكان من أهدافهم أيضاً فرض النقاب على النساء في المعرض بينما هو من الأعراف القبلية التي عرفها الإنسان منذ فجر التاريخ، ولم يأمر به دين الإسلام. كان هؤلاء يريدون فرض فهمهم للدين على الآخرين بما تيسر لهم من عنف لفظي مستهجن وخلق نوع من الإرهاب الفكري من أجل إرغام الآخرين على اتباع مفاهيمهم الدينية المحنطة. كانوا يحتكرون فهم الدين، يريدون أن يقولوا للمواطنين: أنتم لا تفهمون الدين ولا تفقهون فيه شيئاً.. إنهم لا يؤمنون بالرأي الآخر، ويحاربون التعددية، وينكرون أن هناك ثلاثة عشر مذهباً في تاريخ الإسلام.. كل ذلك ظاهرياً .. إنهم في الحقيقة جنود الصحوة قاموا بهذه الغارة الماكرة لاستغلال الظروف المحيطة لخلق فتنة تنطلق شرارتها من معرض الكتاب. من المهم جداً أن نفهم أهدافهم الخفية وأن نحبطها في مهدها.. والحمد لله الذي أخمد تلك الفتنة وأطفأ شرارتها يوم ولدت.