احتفالية معرض الكتاب .. تتحول عاما بعد آخر الى موضوع تجاذبات وصراع واختلاف ومحاولات للنيل من بعضنا البعض، نعم لسنا مع الفوضى ايا كان مردودها، واهدافها، لأنها تنال منا جميعا، وتقوض خطواتنا باتجاه المستقبل والمعرفة والحقوق والواجبات والتنمية، وكنت وسأظل احسب معارض الكتاب انشودة معرفة، وحقا مكتسبا لكل باحث عن علم يليق بالوقت، بالفخر، بالانجاز، بالانسان، وكتاب يعده بعضنا خير جليس في زمان افتقر الى الموضوعية، ورواية تدهشك، واخرى تنهل منها، وتتعلم استفزاز اللغة من سياقها او سباتها بما يليق بحاضر الخير والعدل ورقي الامم، وتجارب سابقين، ثلة من الاولين وقليل من الآخرين، لعلها تنير معالم الطريق نحو غد اكثر حيوية في طريق التنمية .. ولكن السؤال بحجم الآمال لماذا يخيف البعض بيننا كتاب؟ ولماذا يخاف بعضنا الكلمة؟ ولماذا يظهر بيننا فقط معادون للكتاب والكلمة والمثقف والتغيير والحق والفضيلة والرأي والصورة وغيرهم؟ في العالم حيث ننتمي الى الانسانية بكل معانيها، احتفالية بمعارض الكتاب، امسيات الشعر، ليالي القراءة، فنون الرسم، وابداعات السينما والمسرح، المبدعون والمخترعون وغيرهم، ونحن نبقي على زاوية عقولنا في نفق مظلم، اوله مغلق وآخره مجهول، وربما محرم، على الرغم ان الأصل هو المباح والإباحة، الا ما سطر بحكم غير جدلي، او متنازع فيه، اضافة الى مساعي التنوير والافادة ما امكن من حروف وسطور وفعاليات الآخرين من ذوي القدرة على الفعل والانتاج والإنجاز وربما الايجاز والاعجاز؟ هل نحن سياق مختلف عما خلق الله، بدعوى الخصوصية وحراسة الفضيلة؟ ويتزايد المبدعون في العالم من حولنا، ويتناقصون بيننا، ليس لعدم القدرة او لتفوقهم علينا، ولكن لتوافر مناخ الابداع والتفهم وربما التسامح والعقلانية، انها معادلة النجاح والاخفاق، والثقافة المضادة للعلم والكتاب والفرح تبقى مظلة للارهاب، والغلظة تتكرر عاما بعد عام، ويتناسى بعضهم " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" – الاية وسيبقى الفرح في حال وجوم بسبب التعنت والرأي الواحد.. ولكن الى متى؟ بعض اولئك لن يرضيهم الرضا حسبي الله ونعم الوكيل.. الوطن سيبقى مضيئا ب "الانسان" حامل لواء الحقوق والتنمية، والإنجاز سيبقى حلما نشترك فيه.