أجاد الدكتور فارس علوان في كتابه: وفي الصلاة صحة ووقاية. لكنه لم يقل أن نجعلها تمارين رياضية. فالصلاة صلة بين العبد وربه، شرحها الإمام الغزالي، وختصر قوله بما يسمح به المقام. يقول: عند سماع النداء تذكر النداء يوم القيامة، وسارع للإجابة. فإذا تطهرتَ فلا تغفل عن تطهير قلبك بالتوبة والندم. وإذا سترت عورتك، فلا تغفل عن عورات باطنك التي يراها رب العالمين. فقم بين يديه نادماً منكِّساً رأسك من الحياء والخوف. وإذا استقبلت القبلة، فاصرف قلبك إليه. وإذا اعتدلت قائماً فتذكر أن هذا مثول بين يديه، فلتهدأ أطرافك ولتخشع جوارحك. وإذا استحضرت النية فاعزم على امتثال أمره بالصلاة وإتمامها، رجاء ثوابه، وخوفاً من عقابه. فإذا كبَّرت فليكن الله أكبر عندك من كل شيء. فإذا قرأت دعاء الاستفتاح فوجِّه وجهك وقلبك إليه. وإذا تعوذت من الشيطان الرجيم فاعلم أنه مترصد لصرف قلبك عن الله، فانتبه إلى صلاتك. فإذا قلت (بسم الله الرحمن الرحيم) فافهم أن الأمور كلها بالله تعالى. و(الحمد لله رب العالمين) معناها الشكر لله. وكرر (الرحمن الرحيم) لتحضر في قلبك لطفه وتتضح لك رحمته فينبعث بها رجاؤك. واقرأ (مالك يوم الدين) واستثر من قلبك التعظيم والخوف من هول يوم الحساب، الذي هو مالكه. ثم جدد إخلاصك بقولك (إياك نعبد)، وجدد عجزك والتبرؤ من حولك وقوتك (وإياك نستعين). ثم اطلب أهم حاجاتك (اهدنا الصراط المستقيم) الذي يسوقك إلى جواره، ويفضي بك إلى مرضاته. وزد تفصيلاً (صراط الذين أنعمت عليهم) من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، دون المغضوب عليهم (غير المغضوب عليهم ولا الضالين). ثم التمس الإجابة وقل: (آمين). وافهم ما تقرأ من السور. فلا تغفل عن أمره ونهيه، ووعده ووعيده، ومواعظه وأخبار أنبيائه، وذكر مننه وإحسانه. وفي الانتقال من وضع إلى وضع قل (الله أكبر) لتتذكر أن الله أكبر من كل شيء. ثم أعلن تواضعك له بالركوع بين يديه. وسبِّح ربك، واشهد له بالعظمة. وارتفع من ركوعك راجياً أنه راحم لك: (سمع الله لمن حمده). وأردفْ الشكر بقولك (ربنا ولك الحمد...). ثم تهوي للسجود، وهو أعلى درجات الاستكانة، فتضع أعز أعضائك على الأرض بين يدي ربك، وتجدد على قلبك عظمته (سبحان ربي الأعلى). فإذا جلست فاجلس متأدباً، وصرِّح بأن جميع ما تدلي به من الصلوات والطيبات لله. وأحضر في قلبك النبي صلى الله عليه وسلم وقل (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته)، ثم سلِّم على نفسك وعلى جميع عباد الله الصالحين. ثم اشهد لله بالوحدانية، ولنبيه بالرسالة. ثم صلِّ على نبيه وعلى آل بيته. ثم ادعُ بالمأثور، مع التواضع والخشوع والضراعة وصدق الرجاء بالإجابة. وأشرك في دعائك أبويك، وسائر المؤمنين. وعند التسليم اقصد التسليم على الملائكة والحاضرين. كلية الهندسة، جامعة الملك عبد العزيز [email protected]