الحب فعل مضارع لأنه واجب الاستمرارية، فالحب هذه الكلمة العجيبة.. التي تحمل بين أحرفها أكثر مما تحمل الكلمات الأخرى من معان، وتعدد نوعيات الحب الكثيرة والتي نجدها في كل مكان من حولنا ومن فوق رؤوسنا وتتعمق في أحاسيسنا لتنقلنا إلى مذاق خاص ومميز لكل نوع من الحب، هذا الفعل المستمر.. خاصة ما يحمله القلب من مشاعر شفافة ذات أسهم نفاذة تنطلق فإذا دق قلب بين أضلع صاحبه فهي تصيب هدفها في أعماق من اختاره القلب بدون تعمد ولا سبق إصرار غير أن القلب هو من صوب إليه السهم ليجبره على الانصياع واختيار المحبوب ودقاته تكون الشاهد على اختياره!. الحب، بمشاعره السامية يحيط بكل شيء من حولنا ويكمن في كل القلوب باختلاف دقاتها وتنوع أذواقها، فإذا استمر الحب في سريانه فهو يضيء ظلام العاشق ويجلو قلبه وعقله من كل قسوة قد تكون من سماته. وبالحب أيضاَ تحنو الأمهات والآباء على صغارهم ويرعونهم حتى يستقلوا بذواتهم ليبدأوا حياة جديدة مستقلة عنوانها الفعلي الحب هذا الفعل المضارع سيستمر سارياً لكل زمان ومكان، وبالحب أيضاً يكد الآباء على أسرهم ليوفروا لهم الحياة الكريمة، فهو الذي يرسم الابتسامة فوق الشفاه، ويشعر الآخر بلمسة الحنان، ويأتي حاملاً في سجاياه سخاء العواطف، وحلو الكلمات... لا تخلو قلوب كل الكائنات الحية من الحب كذلك، فكلنا يرى النخلة تُبقي فسيلاتها في حضانتها ملتصقة بها ترتوي من مياهها وتستنشق العبير الرباني من محيطها إلى أن تأتي يد الإنسان لتفصلها عنها وتزرعها مستقلة بذاتها لتبدأ دورة حياتها إلى ما شاء الله... حب ينبثق من مسام كل الكائنات الحية فبدونه لا تستمر الحياة هكذا خلق الله كائناته ليستمر الحب ما دام الإنسان والكائنات الحية الأخرى تنعم بها لتستمر بكل جمالها وإيجابياتها... «حب الوطن» من أجمل وأقوى وأنبل أنواع الحب الذي يشعره الإنسان والذي يستمر في القلوب مهما بعد الإنسان ببدنه فسيظل الحب القوي دائماً يسكن في كل حنايا الضلوع كما الدم والروح والإيمان الذي يرسخ عقيدة الدين في قلوبنا.. الحب هو بالفعل فعل مضارع لاستمراريته الأبدية. همسة: حمى الله بلاد الحرمين الشريفين وسائر البلاد المسلمة والعربية وأن يعمَّ العالم بأسره السلام الحقيقي لنصرة الحق على الباطل... حمى الله بلادنا من أي عدو وحاقد.