اعتبر جمع من المشايخ والدعاة الإجازة الصيفية التي يتمتع بها الطلاب بعد انقضاء الاختبارات ونيل الشهادات الدراسية وقتا لحدوث المخالفات الشرعية وتفريطا في الحقوق الدينية المفترضة على الناس وخاصة الطلبة الذين يغفلون أو يتغافلون عن أدائها أو يقصرون فيها كالصلوات المكتوبة أو تضييع الأوقات فيما لا طائل من ورائه تعمدا أو تساهلا فيها. محملين ذلك كله الآباء وأولياء الأمور الذين هم مسؤولون أمام الله في حدوث تلك المخالفات وإهدار أوقات أبنائهم فيما لا يعود عليهم بالنفع والفائدة وإبعادهم عن أماكن الضياع بإلزامهم بالالتحاق بالمراكز الصيفية النافعة أو بالمجالات العلمية أو بدورات تنمية المهارات والقدرات الهادفة ...ونحو ذلك من البرامج والأهداف المفيدة. حيث استهل الشيخ محمد مرزا عالم مدير مركز الدعوة والإرشاد بمكة المكرمة والمدير الإقليمي لقناة المجد الفضائية بالمنطقة الغربية الحديث عن أيام الإجازة الصيفية معتبرا أن هذه الأيام في هذه الإجازة الصيفية هي أوقات فوضى وعدم انضباط وإعطاء الأوقات حقها وعدم الإعداد الحقيقي لإدارة الأعمال ووضع خطة مرسومة صحيحة وفق المنهج المراد تنفيذه.وأكد مرزا أن الدين الإسلامي هو الدين الذي يعنى بالتنظيم والإعداد والترتيب ووضع الأشياء في موضوعها وممارستها وفق ما خطط لها دون عبث أو تلاعب أو استهتار في أدائها.وضرب مدير مركز الدعوة بمكة المكرمة أوضح الأمثلة لمثل هذه الأعمال التي يندى لها الجبين من الفوضى العارمة التي اجتاحت المسلمين والعالم الإسلامي حتى عدت تلك العادة سمة امتاز بها المسلمون في عالمهم أمام الأمم والشعوب فما يكاد يذكر المسلم إلا وذكرت معه سمة الفوضى والتخبط وعدم إعطاء الأوقات حقها وهذا بخلاف ما أرشدنا ووجهنا إليه ديننا الحنيف وبخلاف هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي كانت حياته حياة تنظيم ومراعاة للأوقات وإدارة وحنكة للأعمال وإعطاء كل فعل حقه من الاتقان والتبيان. مدللا على بعض الأمثلة التي وصم بها المسلمون فكانت حقيقة في حقهم كعدم احترام المواعيد وقتل الأوقات في غير فائدة وإلقاء المخلفات في غير أماكنها وعدم تعويد الأبناء على الاحترام وتقدير الأوقات ....ونحو ذلك.ثم عرج مرزا على موضوع الإجازة الذي هو امتداد للأوقات الضائعة وعدم استغلالها بل وإهدارها في المعصية وارتكاب المخالفات الشرعية كترك الصلوات وهذا ما يلاحظ بشكل واضح على الأبناء الطلبة خلال هذه الإجازة الصيفية فتجد الآباء غافلون عن ذلك إن لم يكن هم في حالهم كحال أبنائهم فهذا الأب بعيد عن التطبيق الشرعي لأمور الدين فحري بالأبناء أن يكونوا كذلك أو أشد ونقول حينها عندما نجد السهر ديدن الأبناء والآباء لا يربون أبناءهم ولا يعيرونهم أي اهتمام خلال هذه الأيام وغيرها من الأيام نقول: على الأبناء السلام. سهر وضياع من جانبه أشار الشيخ سامي بن محمد زمزمي عضو لجنة أوربا الشرقية التابعة لهيئة الإغاثة العالمية وإمام وخطيب جامع ابن معمر إلى واقع أحد الطلبة وهو يتحدث إليه عن حكم الصلوات الضائعة عليه فطلب منه أن يذكر حاله مع السهر ليخبره أنه يسهر حتى مطلع الفجر وأحيانا إلى ضحى اليوم التالي ولا يفيق من نومه إلا ليلا أو أنه يواصل يومه بالليل والنهار ويفوت عليه الصلوات لتلك الليلة وذلك اليوم . واستغرب زمزمي هذا الحال الذي عليه هذا الطالب في فوات صلوات الظهر والعصر والمغرب ولربما العشاء أو أن يفوت الصلوات الخمس بذلك النوم المتواصل ل(24)ساعة وزاد من استغرابه أن وجد مجموعة أخرى من هؤلاء هذا هو حالهم يصرحون بذلك جاعلين ليلهم نهارا ونهارهم ليلا. انحراف وغواية وعد الشيخ طارق بن حامد الغالبي(أبو مشهور) خبير معالج أن أوقات الإجازات الصيفية للطلاب مشروعا للانحراف إن لم يتدارك أولياء الأمور من يعولون ما تحت أيديهم من الأبناء بإلحاقهم بالمراكز الصيفية التي تنتشر في ربوع بلادنا الحبيبة ولله الحمد مما يساهم في تنمية المدارك وتعزيز للقدرات وتحقيق للطموحات وإبراز للمواهب واكتشافها والعمل على تنميتها من خلال هذه المراكز المباركة. أو بإلحاقهم بالدورات الفنية والعلمية أو بالأندية الرياضية لإشغال أوقاتهم بما هو مفيد ونافع لهم بإذن الله تعالى في المستقبل القريب. أو بتوجيههم لحضور الدروس والدورات العلمية لينهلوا من معين العلم على يد العلماء الربانيين والمشايخ والدعاة المربين ليغرسوا فيهم حب الدين وطاعة ولاة الأمر وندبهم للفضائل وتحذيرهم من مراتع المفاسد والانحطاط الخلقي المهين.وعلل الغالبي تحذيره للآباء من البعد عن رعاية ومتابعة الأبناء وعد ملاحظتهم في كل ما يخص أمور حياتهم بأن الآباء وأولياء الأمور إن لم يربوا هؤلاء الناشئة ويرعونهم حق الرعاية فستتولى القنوات الفاضحة وأماكن الضياع ورفقة السوء التربية والتوجيه عنهم لتكفيهم عناء التعب والمشقة وسيجنون لا محالة عاقبة الندم ولات حين مندم. حقوق وواجبات أما الشيخ الداعية المعروف سعيد بن مسفر القحطاني فقد شدد على أهمية الأوقات وإعطاء الأعمال والفرائض المفروضة على المسلم حقها دون تراخ وكسل أو بعد عن استشعار أهميتها لما في ذلك الخطر العظيم والوبال الجسيم لمن ترك الفرائض للتهاون والكسل واللامبالاة بما أوجبه سبحانه وتعالى من حقوق وواجبات.واعتبر ابن مسفر الإجازة فرصة حقيقية لإشغال الأوقات بما هو مفيد ونافع واستراحة لتجميع القوى وفرصة للانطلاق نحو الأفضل والجميل واستعدادا لما هو قادم. ورفض أن تكون في حياة المسلم إجازة بمعنى الراحة والخلود إلى النوم والكسل وترك العمل والكد والبحث والتعب لأن حياة الإنسان المسلم كلها عبادة وطاعة لا راحة وتواكل وكسل.وعد الشيخ القحطاني ما يتردد من ترك الأبناء الطلاب الصلوات وتضييع للأوقات وإهدارها فيما لا طائل من ورائه محرما ويجب التحذير منه وحث كل من يقع في ذلك المنكر بأن ذلك لا يجوز فعليه أن يتقي الله في ذلك وعلى الآباء تقوى الله في أبنائهم فهم لم يخلقوا لذلك أبدا بل خلقوا لعبادة الله وحده والآباء وأولياء الأمور كلهم مسؤولون عن ذلك يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أدى الأمانة الموكلة إليه ورعاها حق الرعاية وأتى الله عز وجل بقلب سليم. طاقات كامنة وعاب الشيخ حسن الصفار على أولئك الذين يقتلون أوقات العطلة الصيفية باهتماماتهم الزائفة. مشجّعاً على التعرف على الكفاءات الناجحة، سواءً العالمية منها أو المحلية في مختلف المجالات العلمية والثقافية والأدبية والتقنية. ودعا العوائل والواعين من المجتمع أن يأخذوا بزمام المبادرة ليوجّهوا الشباب والفتيات لما ينفعهم لبناء مستقبل مشرقٍ لهم، وأن يأخذوا على عاتقهم توعية هذا الجيل الواعد. وأكد الصفّار أن القيمة الحقيقية للإنسان تُحددها كفاءاته ومواهبه وليس شهاداته، فقيمة كلّ امرئ ما يُحسنه، كما يقول الإمام علي . مهيباً بجميع الشباب والفتيات إلى تفجير طاقاتهم الكامنة بذواتهم، مستثمرين أيام العطلة.