بإحساس صادق ورؤية شعورية مثقلة بهموم وعذابات الإنسان ، يعبر شاعرنا عن عناوين ما آلت إليه الأمة وإنسانها، من غفلة وضياع معالم الطريق. ويبقى الإيمان في تجلياته عبقاً بمحبة الله وسيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحابته.. مع بشائر أمل لدى شاعرنا في ضياء الطريق. يا سيدي إئذن لصبك يُطرِبا=فالعشق أورثه الجنون وأعشبا يا سيدي والعمر يمضي مسرعاً=أفلا يحق لظامئ أن يشربا؟ يا سيدي والليل ناخ بكربه=والكون أمسى في الجهامة مُضرِبا يا سيدي والنور منك حياتنا=لولاك ما كنا ولا كان الإباء يا سيدي سكن الطغاة ربوعنا=والكل غافٍ لايزال مغيَّبا يا سيدي فسد الزمان رجاله=والسوق أضحت للنخاسة ملعبا يا سيدي عذراً فقد نمنا وما=ربح الذي جعل الوسادة مأربا يا سيدي ضاع الطريق وجلُّنا=إما غريقاً أو يداري مُذْنِبا يا سيدي إني خجولُ يدعي=فمحبتي تسمو وقلبي قد حبا يا سيدي ماذا أقول يخونني=لفظ أعالجه لكي يتأدبا يا سيدي حسبي رضاك فإنني=أهذي إذا ما العشق قد بلغ الصَبَا(1) يا سيدي عفواً لزلة مولهٍ=فاضت جوانحه فقام ليلعبا(2) يا سيدي والعفو منك سجية=أملي إلى الحوض المدر فأشربا يا سيدي والكون منك بمأمن=إن ثاب عاصيهم وعاد متوَّبا يا سيدي .. يا سيدي .. يا سيدي=أزكى الصلاة أزفها متهيباً يا سيدي قلمي يبثك شوقه=فالكل يشرف إن رقى تلك الربى يا سيدي شرف المقالة أنه=صلى الإله عليك ما هبَّ الصبا(3) و الآل والصحب المبجل سيدي=ما ضاء نجم أو تعلَّى كوكبا (1) الصبا من الصبوة "النشوة" (2) ليلعبا .. يرقص (3) الصبا .. ريح الصبا