حالة مأساوية تمر على عروس البحر الأحمر منذ سنوات طويلة وكانت الأمطار عندما تهطل قبل سنوات عديدة نشعر بالربكة المرورية والتعطيل الذي يحدث في جدة ونظل في معاناة ونشتكي ونقول يا جماعة أين الحل لهذا الأمر فتظهر ردود الأمانة بعبارات منمقة وجميلة مشتملة على العديد من الوعود والأحلام وشيء من التصبير وجبر الخاطر والمواساة على الحال الذي وصلنا إليه والكذبة الكبرى التي دائماً نسمعها بأنه خلال خمس سنوات ستنتهي المعاناة ولا نعرف أية خمس سنوات هل من لحظة وقوع الكارثة أم من لحظة صرف المبالغ أم من لحظة اعتماد المبالغ أم من لحظة كل سؤال يطرح على المسؤول الذين وجدوا أن أحد الطرق للتأييد لمشاريعهم الوهمية هو دعوة الإعلاميين والكتاب وإقامة ورش عمل في الفنادق الفخمة والقاعات الأنيقة مع مأدبة من ما لذ وطاب ثم تمرير الأحلام عبر وسائل الزوايا الخاصة بهم .ثم تجد أن المسؤول يقوم بجولة تفقدية تصاحبه الكاميرات وأهم شيء التصوير للمرافقين وزيارة المواقع والالتقاء بالأهالي ووعدهم بحل الموضوع مستقبلا ولا نعرف لماذا لم يحل قبل وقوع الكوارث التي ظللنا نناشد بحلها منذ سنوات؟ في لقاء أمير منطقة مكةالمكرمة مع الاعلاميين أوضح بأن من خططوا جدة هم المسؤولون عن هذه الكوارث.فهذه فاجعة أن القائمين على التخطيط ليست لديهم أية رؤية مستقبلية ومعنى هذا أنهم كانوا ينفردون بالرأي وربما كانوا يتخذون من سلطتهم الإدارية نفوذا قوياً قد يقصي من يخالف الرأي من العاملين معهم. وقبل أيام قرأت في إحدى الصحف بأن أمانة جدة بها (800) موظف ودي لو أعرف هل هؤلاء فقط موظفون صادر ووارد أم معنيون بتخطيط المدن وما تحتاجها مدينة يسكنها بشر وبها حركة تجارية وإقتصادية وإجتماعية ضخمة ..المشكلة أن العاملين في هذه المرافق عندما يجلسون على مقاعدهم وتذهب لكي تنهي أمرا فما عليك إلا أن تطلب وده وتسترضيه وتترجاه وقد تعرض جميع خدماتك له في سبيل أن ينهي لك إجراءً إعتياديا بسيطا ولكن من قلة الرقابة على الأداء يحسسك بأنه فوق النظام ولا يستطيع أحد أن يعاقبه وبإمكانه أن يعرقل أي إجراء لا يناسبه أو إذا أنت صاحب الحاجة لم تناسبه ..ولم تطلب وده . يا خادم الحرمين الشريفين شكراً لكم بأن كلفتم سمو النائب الثاني لأن الأمر زاد سوءاً ولا نعرف أين سيذهب بنا الحال وكيف أن الرعب حل بالناس. جدة بين أمرين إما مشاريع تستغرق من الوقت أكثر من المعقول وإما مشاريع لا تنفذ .. وعلى مر الأيام حفريات وشوارع محطمة فلا نعرف ماذا وراء هذا الحفر أهو البحث عن شيء أو وضع شيء .. أنقذ جدة يا طويل العمر وأسأل الله أن يعيدك إلى وطننا سالماً معافى.