التميز في أي مجال من المجالات نعمة وفضل يهبه الله لمن يشاء من عباده فهو العليم الخبير يهب من يشاء ما يشاء وكيف شاء ومتى شاء. والتميز والعبقرية هي كما أجاب عنها أديسون (1%) الهام و(99%) عرق جبين ؛بمعنى أن عشاق التميز يحتاجون إلى عمل دائم وسهر طويل ويحتاجون إلى التضحية ببعض الملاذ. والناس يدعوا بعضهم بعضاً إلى التميز والتقدم والتفوق والنجاح. لكن ما إن تظهر على الشخص بوادر نبوغ وتميز في جانب من الجوانب حتى يبدأ المجتمع انطلاقاً من أقرب الناس إليه إلى فرض ضرائب نفسية على هذا المتميز (المسكين). ففي يوم من الأيام يوصف بأنه المتغطرس المغرور الذي يجحد وينكر إحسان الآخرين ومعروفهم عليهم ؛فكيف يمر بجوارنا ولم يوقف سيارته ويترجل منها مسلماً علينا مقبلاً للرؤوس والأيدي ؛يا له من رجل مغرور . ومن تلك الضرائب النفسية أن الغالبية العظمى في المجتمع لن تعترف له بتميزه مهما فعل فستوصف أعماله بالعادية وإنجازاته بالبسيطة وتضحياته بالهامشية. ومن تلك الضرائب أن نار الحسد ستشتعل في قلوب الكثيرين وسيرى من أقاربه ابتسامات صفراء وقد يرى وجوماً على الوجوه وقد يرى من يسلم عليه بأطراف أصابعه ! ومن تلك الضرائب أن بعض الناس سيسعى للحط العلني من إنجازاته ؛فإذا كان كاتباً سيسمع الثناء والإطراء المبالغ فيه على كتاب أقل منه بمراحل مع الإعراض التام عن ذكره وكأنه ما كتب حرفاً في ورقة قط ! وهذه بعض الضرائب النفسية التي تفرض على المتميزين في مجتمعاتهم مما أدى إلى إصابة بعضهم بعلل نفسية ومشاكل أسرية ولا حول ولا قوة إلا بالله . ومضة :على كل متميز أو ناشد للتميز أن يعلم أن رضا الناس غاية لا تدرك وأن المعول عليه والمسعي إليه هو رضا رب العالمين وكفى. كما أن عليه أن يتعلم كيف يستفيد من النقد البناء وأن يعرض إعراضاً كلياً عن نقد أهل الحسد والغل . وكان الله في عون المتميزين. [email protected]