في حياة كل إنسان لحظات صادقة يستشعر فيها صدق أحاسيس وما يجول بخاطره.. ويعيد شريط ذكرياته فيقف منها موقف الجاد تارة والضاحك تارة أخرى.. فالصادق مع نفسه.. مع أهدافه مع غاياته.. هو الذي يجعل نصب عينيه مخافة الله تبارك وتعالى في افعاله، وسرائه وضرائه، وفي غدوه، ورواحه.. لا يجاهد إلا في حق، محافظاً على ما اؤتمن عليه، ومراعياً حقوق الغير، أميناً في القول غير مجتبي رأي قوي أو صاحب نفوذ... مثل هذا يغاير ذاك الذي يعطيك ويمنيك بأماني عذاب وعند طلبك تحقيقها يروغ ويختفي دون أثر.. فلا تركن اليه في تحقيق مهام حتى لو كانت ذرة رمل على جنبات طريق لانه شبيه بثوب فضفاض وما أن ينجلي جماله يعود كما كان. فاحترام الافراد لبعضهم البعض ناتج عن حب صادق نابع من افئدة طبعت على تبادل الاحترام وطرح وئام صاف ينشر ويعم على الآخرين فيتناقله بعضهم من بعض بحب صغيرهم كبيرهم.. ويحترم الداني القاصي والغادي الرائح مستمسكين بتعاليم دينهم الذي فرض ذلك.. اذا ما اشتكى او تضرر احد كأنهم خلية نحل تتسابق.. واذا ما فجع فرد من نوازل الدهر امتدت الايدي لمساعدته ونجدته.. فبالحب والتآخي يقوي الجتمع.. وبالكره والانانية تندحر الاماني.. وتخبو جذوات آمال الأنفس.. ولعمري كم نكون سعداء حين نشعر بأننا نغرس ونثير في نفوس الآخرين احساساً بالارتياح والاحترام.. لا أن نثير في انفسهم احساسا بالالم حين يذكروننا.. فيجب علينا ان نضفي على الآخرين شعورا بالاخاء قولا وعملا وفعلا.. فكم هو رائع حقاً ان ننجح في ان ننقل بسمة للآخرين.. او كلمة وان كانت صغيرة في فحواها كبيرة في معانيها.. كلمة أمل الى كل من حولنا من البشر حتى نمضي في صدق دائما مع الاخرين.. مع الحياة. جدة 21573