قدم الداعية د.محمد العوضي في حلقات برنامجه بيني وبينكم عدد من الأشخاص الذين هداهم الله للإسلام وقد شدني لقاؤه برجل أمريكي زنجي كان مغنياً لم أعرفه لعدم معرفتي أصلا بالمغنين وظهر مرتدياً ثوباً ناصع البياض وكوفية بيضاء تغطي رأسه فكان يبدو مشعاً بالنور والسكينة .. وقال إنه وجد السعادة الحقيقية والدائمة في الإسلام ولم يمر على اعتناقه له سوى ستة أشهر وقد تغير اسمه إلى (أمير محدث جنيد ) ولسبب اختياره هذا الاسم قصة طويلة لامجال لسردها هنا ولاحتى قصة إسلامه.. وعرضت له بالبرنامج صور ولقطات قبل إسلامه فكان في شكل آخر بعيدا تماماً عن مارأيناه عليه في اللقاء من حسن السمت والهالة التي تضيء محياه، ولاحظ مقدم البرنامج كما رأى المشاهدون أن الابتسامة لاتفارق وجهه فسأله عن سرها ، فقال: لاأدري .. لكنني منذ ذهبت للعمرة ورأيت الكعبة وأنا مبتسم سبحان الله إنها فرحة رؤية بيت الله العتيق والتي تملأ القلب بسعادة تفيض على الجوارح وتظهر في الملامح . فكم من المسلمين يتمنى أحدهم لو دفع ماله وعمره ليقف لحظة في أقدس بقعة على وجه الأرض ويكحل عيناه برؤيا الكعبة المشرفة، وكم من القصص التي تحكى عن تأثر من يراها لأول مرة .. فكيف بمن يدخلها.. وأذكر قصة واقعية حكاها الداعية د.عمرو خالد عن أحد اصدقائه وهوطبيب وقد استدعي مرة لعلاج سيدة مسنة مريضة وذهب لمنزلها وعرض عليه ابن السيدة أن يوصله بسيارته فوافق، وفي الطريق فوجئ الطبيب بأن الشاب بعيد جداً عن الدين لدرجة أنه يسخر منه ويستهزئ بالمتدينين حتى استفزه بكلامه فطلب منه أن ينزله قبل أن يكمل توصيله. ومرت شهور واتصلت المريضة بالطبيب تطلب منه زيارتها بمنزلها للكشف عليها ، وفعلا ذهب لعلاجها وحين فرغ أراد الانصراف قالت له : انتظر حتى يأتي ابني ليوصلك، فانتفض الطبيب حين تذكر حال ابنها وقال لها: لا شكراً ، فقالت له ابني لن يتأخر هو في الجامع – المسجد - يصلي وسيحضر .. فصدم الطبيب بما قالته متعجباً وقرر أن ينتظر ابنها ليعرف ماحدث لذلك الشاب الضال وكيف اهتدى .. وحين رجع الابن كان إنسانا مختلفا عن ذلك الذي رآه سابقاً وركب معه سيارته وفي الطريق سأله عن سر تغيره الكبير؟ فقال الشاب : أنا كنت أعمل في شركة سياحية تقوم بعمل رحلات خارجية وداخلية ولكن يبدو أنها لم تنجح فقررت أن تتحول إلى تنظيم رحلات للحج والعمرة، وقد اختاروني لمرافقة وفد سيذهب للعمرة وسافرت معهم وأنا اعتبرها رحلة سياحية، وحين وصلوا مكة كان جميعهم يرتدون ملابس الإحرام إلا أنا وطافوا حول الكعبة وانا أشاهدهم.. وكان ذلك اليوم تتم فيه مراسيم غسيل الكعبة من الداخل ، وقفت متفرجاً وفجأة رجل لا أعرفه قال لي هل تريد أن تدخل؟ وسحبني من يدي وأدخلني الكعبة ووجدت أنني في قلب بيت الله - أنا العاصي البعيد عنه - ولم أتمالك نفسي في تلك اللحظة من البكاء وقد ملأني الإحساس بالهيبة والعظمة لله سبحانه ، وأستمر بكائي وقتاً لا أذكر مداه حتى شعرت أن دموعي غسلت أعماقي من الأدران والذنوب التي علقت بها طوال سنوات عمري ، ومنذ ذلك الحين ولله الحمد أصبحت مسلماً ملتزماً وأحب ربي وديني.إنهما قصتان فقط من ملايين الروايات التي عاشها أصحابها في بيت الله الحرام وتفاعلهم مع رؤية الكعبة من الخارج والداخل .. ونحن ربما لقربنا فقدنا شيئاً من لذة التأثر مثلهم ..فهي نعمة لاتقدر بثمن لايعرف قيمتها إلا من حرم منها وربنا يديمها علينا ويرزق من يتمناها. [email protected]