مازالت تداعيات حادث تفجير كنيسة في مدينة الأسكندرية بمصر مستمرة واختلفت ردود الأفعال لكن الأغلبية أجمعت أنه عمل إرهابي مرفوض وكانت هذه آراء المسلمين قبل المسيحيين، وتحدثت كثير من البرامج عن الموضوع وقد شاهدت لقاء مع الدكتور عمرو خالد في القنوات الفضائية - المحور ودريم 2 - الذي حضر بشكل خاص لمصر من سفره لهذا الأمر المهم وليقدم للجمهور عرضا عن حملة (إنترنت بلا فتنة) التي يتبناها موقعه مع مجموعة من الشركاء، وتستمر خمسة أسابيع ويدعو الجميع للتفاعل معها بشكل إيجابي ، ماشدني في الحملة هو عنوانها لأن الأنترنت أصبح ساحة مفتوحة لكل الناس يعبرون فيه عن أفكارهم دون أية رقابة ولامنع .. وبالطبع فهناك من لديه رقابة ذاتية ويعرف مايكتب لكن للأسف يوجد من لديه توجهات وأفكار خاطئة بل مدمرة ينشرها وقد لايعرف عاقبتها. منذ الفتح الإسلامي لمصر والمسيحيون يعيشون في أمان والدليل على ذلك قصة شهيرة حين تسابق ابن عمرو بن العاص مع أحد الأقباط فسبقه القبطي فضربه وقال له: أتسبقني وأنا ابن الأكرمين ! فما كان من القبطي إلا أن شد رحاله من مصر للمدينة المنورة ليشكوه إلى عمربن الخطاب رضي الله عنه ولولا أنه يعلم عدله لما تكبد عناء السفر، فحكى له ماحدث فاستدعى عمر بن الخطاب عمرو بن العاص وابنه وقال للقبطي أضربه كما ضربك فضرب الرجل الابن فطلب عمر من القبطي أن يضرب عمرو بن العاص أيضا !! فقال القبطي إنما ابنه الذي ضربني وليس هو.. فرد عليه عمر: إنما ضربك بسلطان أبيه..هل بعد ذلك أمان وعدل ومساواة لمسيحي يعيش مع مسلم على أرض واحدة. إن التعايش السلمي مع من لايعتدي علينا ولايحاربنا أمر به ديننا ونبينا وقرآننا ، ومن يفعل غير ذلك فهولايتبع السنة بل يأثم.وكم من المسلمين يعيشون في دول غير مسلمة مع المسيحيين وغيرهم في أمان وسلام ولديهم مساجد يؤدون الصلاة فيها فهل نرضى أن يعتدي أحد عليهم ؟ بالطبع لا .. ومالانرضاه لأنفسنا لانرضاه لغيرنا. وأعود للحملة فهي وإن كانت تركز على إنترنت بلا فتنة بين المسلمين والمسيحيين فأدعو إلى تعميمها لتكون بلافتنة بين أية جهة وأخرى وبين المذاهب والفكر المختلف فكل إنسان له رأيه، وسنة الله في خلقه أن يكونوا مختلفين وقد كان قادراً على جمعهم على رأي واحد لكن له حكمة سبحانه وهو الذي حرم الإساءة للناس حتى لو بالقول المنطوق أو المكتوب كما قال صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" قدم اللسان على اليد لأن تأثيره أكبر وأخطر وكما يقال "كل الجروح تداوى إلا جرح اللسان فهو يبقى" وليعلم كل من يستخدم الانترنت أنه محاسب على كلمة يقولها أو يكتبها يوم يقال له "أقرا كتابك" فسيجد فيه ماقدمه إن كان خيرا أو شراً ، وإن أدى إلى غواية أوإيذاء أو تضليل غيره ممن قرأه أو سمعه فسوف يتحمل وزره ..وكما تدعو الحملة (شارك في الخير) ليس فقط بالتسجيل فيها ولكن من خلال الانترنت عموماً حتى في الإيميل الذي ترسله للغير. [email protected]