الحوار الذي دار بين ملكة الجمال والكاتب الروائي والأديب الإنجليزي الشهير برناردشو عندما سألته ماذا لو تزوجتني فأنجب لك طفلاً يجمع بين جمالي وذكائك ، ذكرني بالمقال الذي بعث لي به صديقي الأستاذ فهد الحازمي عن خواطر الشيخ على الطنطاوي يرحمه الله بعنوان " لا تتزوج ملكة الجمال" والذي يستهله يرحمه الله بمقدمة حول مقابلته لصديق محزون مهموم أخذ يحكي ويفضفض له فقال :قابلت صديقا لي فوجدته ضيق الصدر كأن به علة في جسده أو هماً في قلبه فسألته أن يكشف لي أمره فتأبى ساعة وتردد ثم قال لي : أنت الصديق الذي لا يُكتم عنه وإني مطلعك على سري ومستشيرك فيه أني أريد الزواج قلت: وما فَعََلَتْ ربة دارك وأم أولادك؟ قال: هي على حالها. واستمر في الحديث والفضفضة حتى قال له الشيخ طنطاوي : ما أقبح والله ما جزيتها به عن صحبتها وإخلاصها وما أعجب أمرك تسمع صوت النفس وأنت تظنه صوت العقل وتتبع طريق الهوى وأنت تحسبه سبيل الصلاح وهذا تلبيس إبليس أو من وساوسه، وهل تحسب أن المرأة الجديدة تقنعك وتغنيك إن أنت لم تقهر نفسك وتزجرها؟ إن الجديدة تمر عليها الأيام فتصير قديمة وتطول ألفتها فتصير مملولة وتستقري جمالها فلا تجد فيها جمالا فتطلب ثالثة والثالثة تجر إلى الرابعة ولو أنك تزوجت مائة ولو أنك قضيت العمر في زواج لوجدت نفسك تطلب امرأة أخرى ؟ وهل تظنك تسعد بين زوجتين وتعرف إن جمعتهما ما طعم الراحة؟ واستمر يحدثه حتى قال له الشيخ طنطاوي:عليك بزوجك عُد إليها وانظر إخلاصها لا تنظر إلى وجهها ولا إلى جسمها فإني قرأت كتبا في تعريف الجمال كثيرة فلم أجد أصدق من تعريف طاغور "إن الجمال هو الإخلاص. لقد أباح الله تعالى التعدد إلى أربع زوجات بشرط توخي العدل في المسكن والكسوة والنفقة والمبيت، فقال تعالى ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ) النساء(3).ولعل في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :(تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ) يتأصل المعنى الكامل الذي يطلبه المسلم ، والرأي السديد الذي يراه بعض الرجال الذي يجعلون للزوجة المكانة المرموقة التي تستحقها، تفعيلاً لحديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (النساء شقائق الرجال) .. مثل قناعات صاحبي ذاك الذي بعث لي بالمقال ، او ربما بسبب حسن سريرته واستشعاره لمعنى الحديث أصبح يرى أن الرجل بمجرد أن يتزوج فتصبح زوجته ومن ليلتها متوجة في نظره ملكة الجمال، وفي العقد الثاني لزواجهما تصبح ملكة العقد الثاني للجمال، ثم ملكة العقد الثالث للجمال وهكذا إلى أن تصير جدة،ولا تزال ملكة العقود واليوبيل الفضي والذهبي والماسي للجمال تقديراً لجمال عشرتها وحسن صحبتها له وتربيتها لأجيالها ولا ننسى حسن تبعلها ومشاركتها لزوجها فهي التي أنجبت الطبيب والمهندس والصانع وغيرهم من الرجال الذي أثروا وعمروا الدنيا. عزيزي القارئ هذه نافذة لآراء البعض عن الزوجة ملكة الجمال في كل عقود ومراحل عمرها فهل تكن أنت في المقابل ملكاً للجمال وحُ سن الصحبة في عينيها لتتحقق السعادة الزوجية لكل الأجيال؟ ..وبالله التوفيق. [email protected]