ليس اليأس كلمة تقال ينفر من سماعها الناس فحسب ولكنها أكثر من ذلك وأبعد خطراً فطالما حطم اليأس قلوباً تفيض بالأمل والحب والحياة وماعرف اليأس طريقاً الى النفوس إلا واشقاها وابعد اصحابها عن كل مافي الحياة من أمل وهناء.وهناك فئة من الناس يفتقرون الى الصبر والجلد والاحتمال والى الثقة بالنفس احيانا فيقعون فريسة اليأس بمجرد ان تصادفهم العقبة الأولى في طريق الحياة والأمثلة على ذلك كثيرة فكم من رجل فشل في عمله أو تجارته فاستسلم لليأس واظلمت الدنيا في عينيه وكم من طالب رسب في الامتحان فحال اليأس بينه وبين اعادة المحاولة.ولكن الانسان الواثق من نفسه المؤمن بالله ايماناً عميقاً لايعرف اليأس الى نفسه سبيلاً.. بل يظل يحاول مرة بعد مرة حتى يحقق الهدف الذي يسعى من أجله مهما كلفه ذلك من مشقة وجهد وقديما قالوا لايأس مع الحياة. ولاحياة مع اليأس وهناك رجال كثيرون في التاريخ لم يكن بمقدورهم ان يحولوا عجلة التاريخ ويبرزوا كأبطال لو انهم استسلموا لليأس في ظروف عصيبة. من هؤلاء العظماء مثلا القائد الاسلامي العظيم خالد بن الوليد الذي دك عروش الطغاة ولم ييأس يوماً. ونستون تشرشل الذي صمد أمام جيوش المحور في الحرب العالمية الثانية ففي الوقت الذي كان فيه الجنود الالمان يحتلون المدن البريطانية ويدحرون جيوش تشرشل كان هذا متفائلاً بالنصر فكان لايرد إلا باسماً ورافعاً اشارة النصر.ومثل تشرشل كثير من العلماء الذين دخلوا في مختبراتم ومعاملهم وهم يجربون ويفشلون حتى حققوا انجازاتهم العلمية التي يتمتع العالم بثمراتها الان. ومن هنا يتضح لنا ان التغلب على اليأس لابد ان يقود الى النجاح في النهاية فإذا صادفتك عزيزي القارئ اية عقبة في بداية مشروعك اوعملك او دراستك فقاوم اليأس وتسلح بالأمل وابتعد عن الحقد وعند ذلك ستحقق كل أهدافك.