( 1 ) هل نحن أمة تعشق النكد ؟ سؤال يطاردني كلما عبرت بنا حالة فرح ، أو ضحكة صادقة من القلب نحاول كظمها بوضع أيدينا على أفواهنا والنظر إلى السماء ونحن نردد ( اللهم اجعله خير ) .. وحتى في مناسباتنا التي من المفترض أن تكون معلما من معالم السرور نجد أن أحاديث النكد تتصدر المجالس وكأن هناك مؤامرة هدفها إسقاط كل لحظاتنا السعيدة . والأدهى من ذلك كله تواجد فئة من الناس تمقت الضحك لأنه في نظرهم سبب من أسباب موت القلوب ، فتجدهم مقطبي الجبين يرمقون كل من تظهر أسنانه بنظرات حادة تتبعها كلمات أشد حدة والخوف أن يأتي علينا يوم ننسى فيه الفرح والضحك ونصبح مجرد أحجار صوان بائسة . ( 2 ) تصفحت رسالة وصلتني من صديق مفادها أن الملياردير بيل غيتس تبرع بجزء كبير من ثروته لصالح الأعمال الخيرية وان الرقم الذي رصده غيتس يفوق ثروات بعض أصحاب الثروة لدينا . أشياء كثيرة تحدث في الحياة من الصعب علينا تصديقها ربما لأن عقولنا لم تألفها .. لم أسمع عن رجل أعمال وهب بعض ثروته لمدينته التي يقيم فيها وللمحتاجين من أهلها .. لمدارسها ومستشفياتها مثلا ، ولم أسمع عن صاحب ثروة أتخذ قرارا يمس أرقام ملياراته وينقصها لأن الجميع يسعى للزيادة والصعود بينما هنا بشر يدفنون وهم أحياء . كيف تعلم بيل غيتس هذه القيم التي تخصنا نحن المسلمون ؟ أنتظر الإجابة ..! ( 3 ) عندما كتب الأستاذ علي سعد الموسى في الوطن عن ( رقية وأطفالها العشرة ) تلك المرأة التي تصارع من أجل فك مخالب الجوع عن جسد أطفالها تهكم البعض عليه وأخذوا يصفونه بأنه من دعاة التغريب وان هذا الطرح لا يتواكب مع مجتمعنا وديننا وأنه يدعو لعمل النساء كاشيرات . كل هذا لأن الكاتب سلط الضوء على نموذج حي جميعنا نخجل ونتهرب من ذكره فقط لأننا نمتلك خصوصية تختلف عن كل خلق الله . وبعد أن أشبع الكاتب بوابل من النقد انتظرت أن أسمع حلاً لرقية يكفل لها ولأطفالها هوان الحاجة ولكن لا جديد ما زلنا نبعثر الأشياء ونتركها كما هي لأننا نعجز دائما عن إيجاد الحلول .. فلماذا لا نتعلم فن السكوت وندع الآخرون يعملون ؟ [email protected]