-2- أذكر في أحد الأعوام التي كانت تعقد مؤتمرات الجامعة فيها انه كان صاحب السمو الملكي الأمير عبد المحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة أيامها رحمه الله كان من المقرر ان يفتتح المؤتمر فأتى مصورو التلفزيون ونصبوا كاميراتهم في القاعة وأتى مصورو الصحف بكاميراتهم ولكن قبل الافتتاح بعشر دقائق اعتذر سموه عن المجيء وكلف سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وكان نائباً لرئيس الجامعة بل ورجلها الأول ان يفتتح المؤتمر وفي غمضة عين اختفت كل الكاميرات وكأنها لم تكن، وهنا وقعنا في "حيص بيص" كما يقال فنحن لدينا "ملحق عن المؤتمر" فلابد من تغطية احداثه والصورة احدى وسائل التغطية فكان ان طلبت من الأخ عبد الولي رزق وكان يتعاون معنا في الجريدة للتصوير ان يبقى ويخفي "كاميرته" ثم همست في اذنه ان ينزع – الفلاش – منها وأتى ووقف خلفي ومن تحت – ابطي – ادخل الكاميرا واخذ الصورة. وقد تم ذلك بسرعة، وكانت مجازفة شديدة الخطورة.. وتم نشرها في ثاني يوم في الصفحة الاولى وسماحته يترأس الاجتماع وهنا قامت قيامة بعض مسؤولي الجامعة كيف تم هذا؟ فكان ان اتصل بي أحدهم من المكتب وقيل لي ان سماحته يريدك، وذهبت وكان سماحته لا يجلس على المكتب بل على "كنبة" طويلة بجانب المكتب فقيل له هذا – فلان – وكنت أظن ان اسمع منه من غليظ القول أشده وكان بعض الواقفين ينتظرون كيف يكون العقاب ولكنه فاجأني وفاجأهم قائلا اهلاً يا ابني، وسألني بهدوء الأب اخبرني كيف أخذتم الصورة؟ قلت له وقد اطمأن قلبي هل أنا في امان؟. ضحك ضحكة خفيفة وقال اسمعك. فكان ان قلت له ما حدث بالضبط فتمتم قائلا لا حول ولا قوة الا بالله! على أية حال أرجو ألا تعودوا إليها ثانية، وهكذا كم كان سماحته متسامحاً رحمه الله.