مصطلح الأراضي الحجازية استخدمه الرحالة العرب والأجانب، الذين زاروا بلادنا وكتبوا عنها، وكذا استخدمتها الصحافة العربية والإسلامية وعامة الناس ولا يزال هذا الاستخدام قائما حتى اليوم ومنذ ما يزيد عن قرن من الزمان ولم يخطر ببال احد منهم انه بهذا يدعى استقالا لاقليم الحجاز عن الوطن الأغلى الذي يضمه، فالحجاز اقليم من أقاليم هذا الوطن الذي نعشق، مثله مثل بقية الاقاليم كنجد والقصيم وعسير والاحساء، واستخدام مسمى أيّا منها حتما لا يستهدف وحدة هذا الوطن بسوء، ولا يعني ان احدا يدعى له الاستقلال عن بقية اجزاء الوطن، فمثل هذا سطحية في التفكير بالغة السوء، بل استخدامها اقرار لواقع معاش، ووحدة الوطن قضية محسومة في الوجدان الشعبي لسكان هذه الاقاليم مجتمعة، فهي مكسبهم الابرز في هذا الزمان والآتي من الازمان، وهم يقينا سيقفون سدا منيعا في وجه كل من يستهدفها بسوء، حتى لو سولت له نفسه الامارة بالسوء ان يستحث الفرقة بادعاء باطل مفاده: أن استخدام هذا المصطلح (الاراضي الحجازية) بزعمه وصمة تنم عن جهل، ليسيئ الى سكان هذا الاقليم عنوة. فالاراضي الحجازية لها شرف لا يعدله شرف، فهي تضم أقدس البقاع الى الله واطهرها أم القرى، التي فخرها هذا البيت الحرام، الذي تهفو اليه الافئدة من شتى أقطار الأرض، ويفد اليه الحجاج منها، تتعلق به آمالهم، يؤدون شعائرهم على أرضها، ويرجون عفو ربهم، والمدينة المنورة مهاجر سيدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- وتضم تربتها جسده الشريف، ومبلغ آمال المسلمين أن يبلغوها، يصلون في مسجده - عليه الصلاة والسلام- ويزورون ضريحه الشريف، فليس في الدنيا بأسرها، ما هو أقدس واطهر من هاتين المدينتين، اللتين تضمهما الأراضي الحجازية. فما اقبح أن يقال إن الحديث عنها وصمة، وما أردأ هذا الاسلوب، في زمان خلفنا وراء ظهورنا كل عصبية مقيتة سواء اكانت قبلية أم اقليمية، وتطلعنا الى زمان تحققت فيه وحدتنا فتساوينا في الحقوق والواجبات، فلا أحد منا يزايد على الآخر فيدعى أنه أكثر منه حرصا على وحدة هذا الوطن، فهل ندرك هذا؟ هو ما أرجو والله ولي التوفيق.