ما احوجنا الى ان تقف لحظات لنتأمل دروس الهجرة النبوية الشريفة ونعي دروسها، ونتدبر جوانب مضيئة من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فان الكريم الهادي البشير خرج من مكة مهاجرا الى المدينةالمنورة بعد ان اذن له الله عز وجل بذلك، وبعد ان ضرب المثل الفريد للصبر وتحمل صلى الله عليه وسلم، وعانى ما معاناه من الاذى من اهله وذويه من اهل الشرك محتسبا، حتى تكون كلمته سبحانه وتعالى هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى. في أول كل عام هجري حري بالعقلاء اغتنام هذه المناسبة العظيمة وغيرها من المناسبات الاسلامية ليقفوا عندها ويتدبروا في دلالاتها ومعانيها، ليستفيدوا من كل تلك الجوانب العطرة المضيئة في السيرة النبوية الشريفة في هذا الحدث الاسلامي الذي فرق بين الحق والباطل، وكان ايذانا بقيام الدولة الاسلامية الاولى. فهذه الدروس تصلنا بالسيرة النبوية العطرة، وحري بنا ان نعلمها لاولادنا في مثل هذه الايام المباركة . اكرم الله عز وجل الحبيب صلى الله عليه وسلم بالهجرة من حرم الى حرم، وكلا المدينتين ذات فضل وبركة وهما احب المدن الى الله، ثم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ففي مكةالمكرمة كانت نشأته، والثانية كانت اليها الهجرة الشريفة وفيها مثواه الطاهر. وقد اختار الله تعالى أم القرى لمكان بيته الحرام، واختار سبحانه المدينةالمنورة لمسجد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فحددهما وعينهما واذن الرسول الكريم في الناس بالحج الى الاولى، وبالهجرة الى الثانية، فكانت في حياته صلى الله عليه وآله وسلم قبل الفتح واجبة، وصارت بعده مندوبة.. مدينتان مقدستان جعلهما الله تعالى حرماً آمناً، فحرم الصيد، وحرم قطع الشجر، وحرم التقاط لقطتهما، وحرم حمل السلاح للقتال، وسفك الدماء فيهما. الى الأمة وهي تستقبل عاماً هجرياً جديداً تحدوها الآمال في النهوض من كبوتها وعثراتها لتقوى على مواجهة التحديات والازمات التي تحدق وتتربص بها.. فالامة الاسلامية مدعوة بالاستفادة من بطولات السلف الصالح. ولابد من احلال وتجديد في حياتنا بكل حزم وعزم نحو والمجتمع الصالح كما فعل السلف الصالح بالفتوحات الاسلامية والنهضة العلمية فالهجرة حركة ونهوض ويقظة ومدرسة عظيمة للحياة السوية. هذه اللمحات المضيئة من الهجرة النبوية من الواجب ان نحرص كل الحرص على ان نستفد من دروسها بالعودة الى الله والتوبة النصوح، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غمار المعارك يتوب الى الله ويستغفره، ويجأر الى الله بالدعاء، وان نمارس الجهاد الأكبر، وجهاد النفس، وفي الحديث الشريف الذي يروى عنه صلى الله عليه وسلم انه يتوب الى الله بين اليوم والليلة اكثر من سبعين مرة، ويعلمنا ان التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كل هذا لنتعلم العبودية الخالصة لله عز وجل، وان نعلم ان الاخذ بالاسباب هو سبب الفلاح، وان نتقي الله في ديننا ثم الذي هو عصمة امرنا في وطننا الغالي الذي يسخر جهده وامكاناته لخدمة الاسلام والمسلمين وضيوف الرحمن، ويهتدي بهدي الشريعة السمحاء والوسطية البناءة، والاساس في الامر هو العزيمة والتوكل على الله عز وجل حق التوكل واخلاص العبادة لله عز وجل. نسأل الله الهداية، وان نكون ممن تكون هجرتهم الى الله ورسوله، وكل عام وانت بخير.. وان يعيد هذه المناسبة الجليلة على وطننا وامتنا وهي تنعم بالخير والنصر والامن والامان، انه سميع مجيب. حكمة: قال تعالى: «من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب». للتواصل 6930973